2013/09/06

الزهرة الرابعة والستون: قصة قصيرة، الأمير والساحرة


قصة قصيرة:


كان يا مكان  في سالف العصر والأوان،
كان في أمير ، شجاع همام ، في مدينة بعيدة جدا جدا جدا  ، كان من الطموح العجب العجاب، رأى ذات ليلة في منامه أميرة ثلجية ، كانت الأميرة لا تستطيع الكلام ، فقط تمد يدها من النافذة ليمسك بها ، ومنعها من السقوط، وفي اللحظة التي تكاد تلامس أصابعه يدها ،كان يستيقظ من منامه ، الحلم يأتيه كل ليلة ، وكل ليلة قبل أن ينام يقرر أن يحاورها للتتكلم ، ويسألها لما هي من ثلج ، وككل ليلة هي لا تجيب ، وهو يستيقظ حاول الأمير أن يفسر الحلم لكنه لم يستطع، أخبره أحد وزراءه أن هناك أميرة ما في هذا الكون بحاجة إلى مساعدته قرر الأمير أن يسافر بحثا عن أميرته الثلجية ، متحملا كل الصعوبات ، مر ألف عام ، ومازال يبحث عنها ، تعب ويئس ، عاد إلى مملكته ، وجدها هناك تجلس صامتة على أرجوحة في الحديقة تنتظره ، ، كان كل ما فيها من ثلج ، اقترب منها ، نظر إلى عينيها ، هم بمحادثتها

، عقد لسانه ، حدق فيها ، ليتأكد أنها هي ، عرفها من لون عينيها ، دارت الدنيا به ، ساحرة هي أم جنية ، أم شريرة أعدت له تميمة ، وسن غريب يتسلل إليه ، يكاد يغمض عينيه ، حاول فتحهما ، لم يستطع ، حاول الكلام ، بدأ ينادي ولا أحد يسمعه ، مدت يدها استلت قلبه ، وتركت صدره مدينة خاوية على عروشها ، فتح عينيه ، متنبها كمن استفاق من غيبوبة أهل الكهف  بعد أربعين عام ، شعر ببرودة تعتري اطرافه وفراغ كبير يحتل صدره ،، رأى صورته على صفحة من ماء أمامه ، عاد كما كان قبل ألف عام ، أدرك عندها أنه فقدها عندما وجدها ، أقنع نفسه أنها ليست إلا جنية أوساحرة،  تبخرت مياه البحيرة ، وصعدت إلى السماء ، لتهب ذكراها مع الغيم كل شتاء.

ليست هناك تعليقات: