2013/09/20

الزهرة التاسعة والستون:إجازة قيد


إجازة قيد:

لاشئ يشبه صباحات الجمعة الباكرة، بالإضافة إلى قدسيتها الدينية ، تبدو وكأنك ملك لهذا الكون ليس فيه إلا أنت ، تراجع صفحاتك الماضية ، وتتسأل ماذا لو ...وتتذكر أن لو من عمل الشيطان، وتحاور نفسك من جديد بسؤال جديد، بطريقة أخرى... كيف كانت ستبدو حياتي  ؟؟وتنكر ثانية باعتبار السؤال ناقص تتمته  من عمل الشيطان   ؟؟؟ وتدرك أن لهذا الصمت وهذا الهدوء شقين فعلى متعته قد تفسد نهارك  بهذه الأفكار، تقرر أن تصنع يومك، أن تختار أحداثه ، وأشخاصه ، وكلماته................................، تحاول أن تتقن الدور كي تليق به، لا بأس حياتنا من صنع أفكارنا لنتجمل لها ، علها تليق بنا ...ألم يقولوا أنا لا أكذب أنا أتجمل، فمن تتقن فن مزج ألوان الفرشاة على محياها لا تكذب ، تتجمل ومن يرتدي ابتسامة أول الصباح لا يكذب يريد أن يبدو سعيدا .... ومن يتقن فن العطاء مقابل إنكار حق النفس  لا يكذب ، يستمد قوته بالعطاء على البقاء، أتقنت كل تلك الفنون وأحببت كل تلك الأقنعة وأجدت التواجد شطرين ، وعللت لنفسي بلغة مخاطبة العقل الباطن ، وبت اثتنين في واحد، واحدة معهم وواحدة معي ، واحدة تتحدث بضمير المتكلم ، وواحدة أحادثها بضمير المخاطب، واحدة تضج فتنة فيما حولها وواحدة   تضج هدوء وسكينة ، تقتسمان الصباح معا لواحدة  فنجان القهوة ولواحدة حبة الباتشي . القهوة لمن تريد أن تستيقظ والشوكولا لمن تريد ان تسكن وتهدأ.ويمر النهار على كلاهما ..  فإن جاء المساء تبادلتا  الأدوار.نام الجسد، واستيقظت الروح.....
 ولست بكاذبة على أحد هذه حياتكم أشارككم بها وهذه حياتي ، فانعموا بثراء كم وضجيجكم واتركوني بسلام وسكينة ، فقط  علبة الألوان  ما أحببت صخبها ، مدركة أن  الجمال الخارجي منبعه الجمالي الداخلي،فتفننت في كلاهما  فأنكرت   وأغدقت  ،و لمت  وقرعت   فأنا أقوم بما  يقوم به الكل، ولست إلاكمن  من يمن بواجباته ، وأشفق علي  ثانية ، مرددة مازلت هنا  لم أدر ظهري وأغيب .كفاني هذا 
ويحي ،  أين كنت  حين بدأت وأين أصبحت ، كنت بصباحات الجمعة المقدسة وأصبحت بفرشاة ألألوان ، تهاجمني   جملتي المعتادة ...لما تكتبين .؟؟؟لمن تكتبي؟؟؟؟ماذا سيستقيد من يقرأ؟؟؟؟؟.... أفكر ككثير من الأوقات أن أمحو ما كتبت  ، لا لن أفعل  أكتب لنفسي ، هوسا بلغتي، فتنة بحروفها ، ما يستهوي قلمي......لن أردد  نحن من صنع فكرنا، واخترأحداث أيامك وشخوص نهارك..... اليوم ربما  سأعطي لنفسي إجازة من قيدي.

ليست هناك تعليقات: