2014/01/13

الزهرة السابعة والثمانون: مصير حلم حقيقي... 3



 حتى الآن  أتساءل كيف قاد  النصيب  هذه الهبة لي دون  غيري من سكان هذه المدينة التي يعتبرها البعض الجنة الحلم .
لم أكن اعلم  أن الحصول على ثروة وإن كانت مشروطة سيجعلني أفكر أكثر أتامل أكثر....وكنت أظن أن أمر كهذا يريح العقل والجسد حتى وجدته  أكثر ارهاقا ........
من خلال هذه التجربة  تعرفت على أنماط مختلفة للبشر .....

فعلى سبيل الذكر لا الحصر  كم هو الفرق شاسع بين أحمد وخالد
أحمد الشاب الملتزم الصادق الطاهر والكسول والغير منظم......الكسول لأنه جعل حياته متعبة مرهقة لانقياده وراء عاطفته حتى جعلها أكثر تعقيدا ...فهو لا يمتلك سيارة يتنقل بين زبائنه مستخدما مواصلات عامه لأنه رأى والده يدهس قطة وهو  في السابعة، وهو يعاني    الآن  لدرجة عدم الالتزام بمواعيده......لدرجة التفريط بعشرات الصفقات، أريد  إكمال صفقتي من خلال أحمد لكنه لم يترك لي فرصة بإهماله...... وعدم  التزامه...لم يعد الصدق والطهر ونقاء القلب كاف يا أحمد، مئات الأطفال يموتوتون كل يوم ولا احد يكترث، انس القطة واشتري سيارة .....
خالد باختصار مندوب عقارات يلعب بالبيضة والحجر.....لا أريد أن أتمم صفقتي من خلاله ربما  يستحق باجتهاده  ، لكن لا أريد......
شابة صينية تعرفت عليها خلال بحثنا عن عقار للتمليك ، أصابتها لوثة اسمها اكسبو دبي، تريد أن تشتري الان أي شئ بأي ثمن ، جعلتني أشعر أن من لا يمتلك عقار اليوم في دبي سيدخل غدا جهنم

العروض تتوالى ....والاختيارات تصبح أصعب والاحتكاك بالناس أكثر أصبح  له مبررات معينة ونتائج معينة.......

لم يعد شئ على سجيته أو طبيعته بالرغم انني واثقة أني ما تغيرت من الداخل ولا أصبحت أكثر سعادة بل العكس غربتي زادت والمسافة بيني وبين من حولي تضاعفت....

ولكن تقرير مصير أشياء كثيرة أصبح واجبا.....لذا قررت أن أرضى بما قدمه  القدر  لي..... على سبيل المنحة .
 ..على كل سأجعل منها  صك الغفران الذي به ستغفر لي نفسي  ما فعلته بها 

سأكون صارمة  حتى لن أجعل شئ يمر في حياتي دون أن يكون وثيقة تقرير مصير أريده وإن رفضه غيري..........  اخترته وحلمت به وإن  نبذه غيري وحرموني إياه.

هذه الفرصة هي صك العتق والخلاص....وإن كان الثمن فقدانها. سيكون الثمن غال لكنه ليس أغلى من مصيري .

ليست هناك تعليقات: