2014/03/14

الزهرة 142..... كلك أمل ( لزميلي رشيد أمديون )



ليس أروع من أن أصادف كلمات عذبة جميلة تجعل من نهاري روح من نور
لأخي وزميلي رشيد أمديون  ...صباحك سعادة

تحملُ البشارة، ولكن..


الخميس, مارس 13, 2014, مرسلة بواسطة رشيد أمديون. أبو حسام الدين
ما الذي أعاد العصفورة إلى نافذتي. فهذا الصباح اسمعها تصفِّر صفيرًا رقيقا، عميق المدى، موغلٌ في التحريض على استحضار ملامح الأشياء. كأنه حنين...
ما الذي أعادها إلى نافذتي وقد غابت منذ غابت عني أشواقكِ، وسلاماتك، واصطباحاتك. كنتِ الشمس لمداري. بك أنير النهار، ولا يوم من دونك، لا إشراق من غير عينيك الوهاجتين، لا نسيم من دون عطرك المُسْفِر عن جمال الذوق وحُسنِ الاختيار. وفي أيام الفصول الماطرة كنت معطفي الدافئ، ثقتي التي أتوسَّدُ صدرها الناعم، لأقاوم برد الحياة القاسي. مظلةُ الحب كانت تأتينا من غيب دون أن تستأذن. عنوة تأتينا، لا سائق لها، لا متحكِّم، تقينا من جلد المطر... لمَ الغيب أمسكها عني بعد غيابك؟ ولم العصفورة الصغيرة هاجرت نافذتي بعد هجرك؟ لمَ النَّهارات لم تعد مشرقة؟
لم كل شيء تصلّب، تحجر، تقوقع في عمقٍ أسود؟
آآآه.. آآه، كم هو صعب أن تتواطأ الطبيعة مع انفعالات الحِسان، ومع قراراتهن.
كم هو مؤلم أن يزجك القدرُ في دائرة من تواطأ الكل على مقاطعته، وعلى نبذه.
أنا المنفيّ دون سفر، دون أن يبدّلَ المكان. نفس المكان نفس النهارات. الصباحات هي هي. النافذة، الغرفة هي هي، ما الذي تغيَّر إذن؟ أكانت هذه الأشياء ذات أرواح، فغادرتها، أكانت لها أحاسيس وتلاشت؟.
آه يا عمقيَ الضائع، إنني أعيش عهد الشحِّ، وعصر الانقباض، وحالة التقلص، وأندس في عالم الغرابة كلي، كمن تبتلعه دوامة عميقة المجهول...
ما الذي أعادها؟!
هذا الصباح تنقر زجاج نافذتي نفس العصفورة، توقظني من حلم أذِنَ باقتراب حلول الصباح، سمعت صفيرها الرقيق، فاشتقت إلى شيء، بل إلى أشياء. اشتقت إليكِ، واستغرقت في تأمل نداءات تبثها روحي. فلعل اتصال الأرواح أقْـدَر على أي اتصال. فهل ستعودين كما عادت العصفورة؟ هل ستنبعثين كما انبعث الحلم الجميل في منامي؟
وهل أنا أصلا ما أزال قديسك؟! أم أنك غيرت ملَّتك واتخذت قديسًا غيري.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
كتبها رشيد أمديون أبو حسام الدين بتاريخ: 13/03/2014


هناك تعليق واحد:

رشيد أمديون يقول...

:) شكرا على اهتمامك أختي الطيبة
فخور بهذا، وارجو لك الخير