مايحدث الآن (4)
حدث منذ أزل التاريخ ولست ضليعة فيه وهذه
إحدى خياناتي ، لم يعد لي منه إلا كتب ومجلدات ورثتها أصفها للزينة في واجهة
زجاجية ،متباهية بها أما م ضيوفي ، كلما مددت يدي أستنكرت الوقت الضائع فهذه بضاعة
قديمة، تاريخنا للزينة ، ومنه ورود فوق مقابر أبطالنا وعلماءنا، التاريخ في
المتاحف، التاريخ مصادر من الكتب والمدارس ويثقل على أبنائنا الحقائب ويضيع الوقت
به بين مراجعة وواجب ولا يأتي في امتحانات الايلتيس والتوقل وامتحانات دخول
الجامعات............وباختصار لا مكان
له في حيا تنا....ولو كان بيننا صاحب
الكتب والمجلدات لروى لنا كيف أن القصة بدأت منذ زمن بفارق وحيد، كان السفك بأيديهم والآن بأيدينا ، جلس صاحبنا حول مدفئة
وصبية يحكي أطياف ذكرى يبعد بها كآبة شتاء ليله طويلة جديرة بحكاية
طويلة.....
كان يا مكان لا يطيب الكلام إلا بذكر النبي
عليه الصلاة والسلام... كان هناك صبي في الرابعة يجره أبوه من يده تارة مسرعا
وتارة مشفقا وعلى اليد الأخرى طفل صغير بقرب النبض أقرب للكتف ...والمجرور لا
يلتقط أنفاسه بين ما تراه عيناه من عشيشبات حول الطريق مندسات ،وخائفات ، وأفواج
في الخلف وأخرى متقدمات، يحاول الصبي أن
يسترق النظر لأمه فيراها متحاملة متهالكة ..خلفهم ببضع أمتار، ولا يشعر بما حل
بقدميه و هو يتلقى فتات إجابات الاب على أسئلته، ياتي صوت الأب متمتما ..راجعين ابني
راجعين ...كلها كم يوم..الجيش العربي بطلعهم من بيوتنا وبنرجع...ينادي الصغير يمه
جوعان، فلا يأتيه جواب..سوى الحث على المسير وتمتمة الأب اصبر ابني اصبر.
في الصباح ، استيقظ الصغير وجد نفسه في خيمة، وعندما حاول الوقوف... منعته أمه.....((.يتبع))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق