2013/08/02

الزهرة الأربعون: أحلام خادمة




أحلام خادمة

اليوم الأخير في أسبوع الحلم...ومر كأنه حلم ...لأننا وببساطة دائما ويوميا نتكلم عن أحلامنا ودون أن نشعر ...سواء كان هناك أسبوع محدد أم لا ...على كل حال أسبوع الأحلام بحاجة إلى عمر لتحقيق الأحلام، والحلم الوحيد الغير قابل للارتجاع والتهاون فيه أو تبديله أوالتنازل عنه هو حلم الجنة...
وأحلامي الشخصية منها ما هو مؤجل ومنها ماهو منسي...إلا أنني لست بقلقة جدا بشأنها، ومنها ما هو غير مرتجع فقد قص من حياتي سنوات إلا أنني وضعته في الفريزر مثلجة الطعام ...
 حسنا إلا أنه  يحز في نفسي   إنني أضعت سنوات وراء أحلام  ليست حقيقية  ليست إلا وهم ...اكتشف  كم أنا معقدة في أحلامي فلقد تأكد أن  الخاتم الألماس أكثر بريقا من الذهب ومن التنك كمان ...وبيت مرفه أكثر جاذبية  من حياة عادية وعليه الخاتم والبيت .....يجلبان سعادة وراحة أكثر ....
 إذا وراء ماذا أنا ألهث أوبماذا  أحلم ؟؟؟ هراء أليس كذلك... إذا كنت في البيت المرفه والخاتم البلوري في يدي ماذا ينقصني بعد؟؟ .....أيعقل أن تكون  هذه ثياب الأحلام .. وأن لها أرواحا لم نملك منها شئ ، إذا هو طمع .أتصدقون ؟؟؟ لا بأس علي وعليكم!! انسوا الامر برمته.
هذا الأسبوع كان حافل، بين استقبالات وتوديعات ، وداعيين ومدعويين، كنت أكتب باختصار وبسرعة لضيق الوقت والظرف..، أما اليوم باعتبار أنه اليوم الأخير في موضوعنا فقد قررت أن أستفيض فربما لا نتيح لأنفسنا يوم آخر لنفكر ما هي أحلامنا؟ ومع هذا قررت أن أكتب ما هي أحلام من حولي؟؟؟ من باب حث قلمي على الخروج من بوتقته ومن منطلق   أننا دائما في دائرة الكتابة لا نرى إلا ذواتنا؟؟ فهل فكرنا بمن حولنا ما هي أحلامهم؟؟ وهل لنا دور في تحقيق هذه الأحلام؟؟؟ وعندما قررت  البدء كان غير ما بدأت فما أن أسأل  سؤالي حتى يلتبس الأمر على محدثي إن كنت أقصد الأحلام الليلية أم النبضية الروحية ؟؟ فأترك لمحدثي حرية الكلام والخيار ومن هنا كان اختصار السؤال: بـ حدثني عن الأحلام،  كل بما لديه .

محدثتي الأولى:  خادمة تعمل لدى العائلة (وهي مختلفة بالكامل عن من سبقها).
تقول لم أكن أعلم أن السنوات ستمر سريعة ، كنت  في الصف العاشر وصادف أن كنت ضيفة مقيمة لدى عائلة أخي في مدينة تبعد ثلاث ساعات عن أهلي، بسبب عدم وجود مدارس ثانوية في بلدتنا ،وكان يربطني بزوجة أخي علاقة عادية، إلا أنني هناك تعرفت بصديقة زوجة أخي والتي كانت تعمل بما يشبه السمسرة (العمولة)  في تأمين فتيات للسفر والعمل في بلاد الخليج كخادمات.وكان دورها إقناع الفتاة بالفكرة وزوجها يكمل الإجراءا ت، ودائما  تكرر ان العمل هناك سنتين كفيل بتحقيق كل الأحلا م، بدء من منزل فخم وفتح سبرماركت ثم عريس مميز،ورصيد في البنك ، لا وربما ان عمل خادمة سنتين يؤمن لها أن تحظى بخادمة طوال العمر، اقتنعت ولم يستطع  أحد محو فكرة الأحلام وبمساعدة زوجة أخي وصديقتها استخرجت جواز سفر وكان ماكان.

 وفي المطار تم استقبالي من قبل العائلة التي سأعمل لديها وأحداث كثيرة( إلا أنه لا مجال لذكرها هنا ) ومر حتى الآن ثلاث سنوات...تسأل محدثتي (خادمة العائلة ) أين المال الذي عملت به؟؟؟ كانت ترسل أغلبه لذويها الذين اشتروا به منزل لم يكن يستحق هذه التضحية ؟؟وتتابع تساؤلاتها ؟؟هل كان الموضوع كله لعبة من زوجة أخيها وصديقتها للخلاص منها؟؟؟ ربما نعم وربما لاوهذا مايؤلمها أكثر!!أنها لا تعرف الحقيقة! هل سيسامحها أخوها عندما تعود فهو لم يتكلم معها ولا مرة منذ ذلك الوم الذي غادرت فيه سرا إلا عن زوجته وصديقتها ؟؟ وكان أولى ان لا يسامح زوجته .
 هل هي ستسامح نفسها على ما فعلته بنفسها خاصة أنها تركت فرصة إكمال تعليمها والتي تركت بيت أهلها من أجله؟؟هل الأمر يستحق كل ما واجهته في بيوت الآخرين وحماقة المدامات واستهتار الأبناء وتعامل الجميع معها كأنها كائن ل يشعر فقط يعمل 

(ملاحظة:لم أكن أتوقع أن لا تتوقف عن الكلام وأنا نعست...لكن إنسانيا تركتها كمن يتكلم لأول مرة في حياته ).
 خففت عنها مصابها متعللة أنها كانت صغيرة السن أنذاك و سألتها والآن.. ماذا ستفعلين عندما تعودين؟؟؟ فقالت ، أريد أن أبدء بتجميع ما يفتح لي سبرماركت صغير، ثم أريد أن أتزوج،وبس...سكت ،متسائلة في نفسي؟؟  هل الأمر يستحق كل هذا العناء !!حلمها وقرارها. ابتسمت في وجهها  وأردفت ما رأيك أن نؤلف أنا وأنت كتاب نسميه مذكرات خادمة في الخليج؟؟؟ فضحكت معتقدة أني ساخرة منها، فأكدت لها  فغادرتني لتنام وفي عينيها بريق برعم حلم ستحلمه الليلة لعله يأتيها بفرح كبير.

  وربما نتابع مع حلم آخر في وقت آخر.

ليست هناك تعليقات: