2013/08/11

الزهرة الثامنة والأربعون: كن صديقي

 كن صديقي :

  تابع:  مدونة كن ميناء سلام  من وحي س...ل...م...
http://365-posts-68.blogspot.ae/2013/08/httpwww.html


فموانئ السلام في حياتنا كثيرة فالله يعطي الإنسان أكثر مما يستحق ولا شئ وجد عبثا كل لحكمة..وإن لم تتبدى الحكمة  جلية واضحة فلها يوم تكشف فيه عن وجهها بجمل خبرية لا إنشائية  .
موانئ السلام كثر وقد مر أجل هذا العمر..............
 أما الميناء الأول ، باختصار كي لا أتهم بالتكرار حالة غرام تصل حد الهذيان،عشتها منذ فجر العمر والريعان، تعلقت فيها بضفاف الشطآن ولست أدري لما كنت أنا الغريق ولم أكن الربان....تعلقت منذ طفولتي بالكتاب وأحببته إلى درجة الهوس الذي لا يرحم بدء من عبارات اللوم التي كنت أتلقاها  صغيرةعندما كنت أستقبل مع أمي الضيوف وفي رفقتي كتاب.. ونظراتهن تأكلني وأمي تزجرني على عدم لباقتي. وحتى اليوم لا أغادر البيت إلا وبرفقتي كتاب فإن قامت مستضيفتي لتلبية واجبات الضيافة  أسرعت إليه متلهفة متيمة،له مستسلمة، دون أن تشعر منتبهة. وليس أكثر من جمعة نساء كان لابد منها في إحدى دور التزيين استعدادا للعيد ، وعندما تمكنت أصابعها من شعري بحالات شد وجذب  حالت بيني وبين كتابي ، نظرت إلي صديقة متسائلة عن غيم  علا ناظري فأردفتها إني أراني معاقبة فلا يدي تصل القلم ولا تصل الكتاب فقهقت معلقة، فما كان من المزينة إلا أن شدت خصلة من شعري متعمدة شامتة، ...وقد أمسكتني بالجرم المشهود...مردفة ما تغيرت حتى هنا وقد مر وقت ولم أرك.....مرورا بأيام الجامعة التي دأبت فيها على مكافأة نفسي كلما اجتهدت في نهاية يوم دراسي بقراءة ماتهواه نفسي من كتب لست أدري إن كنت جرادة ام كنت فراشة  تقرأ في كل شي وتتلذذ بالمرور على كل شئ بدء من الفلسفة و الصحة والأدب والشعر وإن كان آخرها أحبها إلى قلبي وأقربها ومن كل هذا أغرمت بالكتابة وصارت الورقة قاربي والقلم مجدافي ، بهما أبحر في موانئ سلام ...وسكينة وكأني  سنا من سديم الجنة.أو من لجين القمر .
 إلا أنني لأكون هذا السنا  وهذا اللجين بحق  فإني عاقدة على هوى كتاب ليس مثله كتاب له حلاوة ...وعذوبة...وكلما أبحرت فيه زاد طهرك ونقاءك وأبحرت في عوالم لأجلها كان وجودك وخلقك.
ومن موانئ السلام الأخرى في حياتي و التي ربما مل البعض من ذكرها ، وقالوا أني أكررها، لكن لا املها ولا أزهدها ولفضلها علي لا انساها ولا أغفلها ... هي علاقتي بأبي رحمه الله فكيف لا يكون ميناء سلام وقد ............عذرا أتوقف هنا   في هذا الأمر-  أتابعه فيما بعد-.


وميتاء آخر ..أصدقاء  يهتمون بي أرتاح لهم كأني أعرفهم من ألف عام وإن كانت معرفتي بهم لا تزيد عن بضع شهور وأيام، أحادثهم كأني أحادث نفسي لدرجة أخشى أن أثقل عليهم ، دائما بقربي ومعي أثق بهم وأفترض وأعتقد وأصدق صدقهم فأصدقهم، لهم سمت خاص ولباقة أنيقة، وصدق صدوق، وطهر عجيب،صفات مشتركة بين أصدقائي، إلا ان لكل منهم صفات متفردة ، فمن غيث أمطرقلبي سلاما وسكينة وأراق كأس حيرة وملامة وظللني بغيوم رفق وصداقة ، وأضاء رماد شموع ، لتكون رذاذ غيث لادموع، إلى صديقة أشبه بطوق من ياسمين ، رقيقة راقية انيقة ،إلى آخرون كثيرون لا يقلون عمن ذكرت ،مدو لي يد المساعدة وقدموا لي العون وأولوني ثقة كبيرة في أمور تخصهم وأوكلوا إلي ما هم بدأووا به وكان أولى أن يكملوه ، جميعهم كانوا لي قلبا وروحا وعونا ...كيف أشكرهم ، كيف أكون ممتنة لهم ، لا أدري، ولكن يكفي أني استبدلت آخرين بهم ، وأني أسكنتهم حجيرات قلبي، وأفكار خلوتي ،وانفاس محبتي فشكرا لهم...

ليست هناك تعليقات: