2013/08/22

الزهرة التاسعة والخمسون: ما يحدث الآن (6) :




تابع للمدونة الثامنة والخمسون:
http://365-posts-68.blogspot.ae/2013/08/5_21.html

ما يحدث الآن(6 ) :


في صباح اليوم الثاني لم يجد الصبي من يمنعه من الوقوف  ولم يجد من يغير له ضمادات قدميه ...لأن أمه  كانت قد توفيت ..... وفي المساء استبدلت  نام ياماما بحكايات الأب: ( كيف سيعودون قريبا  إلى بيوتهم!  انتصارات الجيش العربي القادمة!! أن عمهم لم يسافر إلى ...وسيعود )  وأثناء كل هذا كان دائما هناك صدى من بعيد..لصوت رقيق هامس يدندن لا تنام ياماما لا تنام ...ذبحوا طير الحمام، أبوك بيحلم مثلهم كمان ، لا تنام ياماما إياك  يدبحوك و أخوك ، ضمه لاتبيعه بكذبة السلام ..فترى الصبي دامعا خائفا  تارة ، باسما  مشتاقا تارة ،
  بعد سنوات قليلة بدأ الصبي يلوم أباه على ما فعله به وبأمه ... متهما إياه بالكذب عليه وأنه استبدل أغاني أمه بحكاياته   محملا إياه والجيش العربي مسؤولية  فقدانه لأمه.. ووطنه ،مدركا أن الجيش العربي عاد إلى دياره منذ زمن  وأن الأسلحة كانت صدئة... وأن دم الحمام مازال  يسيل ... وعندما كان يشتد تقريع الابن...كان الأب يقول والله يأبني خوفونا بالأغلى من الأرض...فيسكت الابن دامع العينين، يتجه نحو صندوق صغير أخفاه فوق نملية المطبخ (خزانة)...يخرج  قطعة القماش التي لفت بها أمه قدماه،يدفن رأسه بها مخفيا دموعه تارة مجهشا بالبكاء تارة، مناجيا أمه ... لن أنام ..لن أنام يا أمي  و لن أسامحهم ، حرمت منك ومن بيتي ومن أرضي. لن أنام .
ودار الزمن وأصبح الصبي مدير مدرسة في بقعة في هذا العالم................. فهل ينسى ...وهل يسامح؟؟؟

وهنا توقف صاحب الكتب والمجلدات عن الكلام  ....بعد أن اشتد المطر والرعد محكما الغطاء على صغاره النيام متمنيا ...لهم عالم جميل من الآحلام ، لا تتحول فيه الأسلحة الصدئة إلى ضمائر صدئة، و أن لا يصاب الجيش العربي بفقدان ذاكرة فلا يعرف عدوه من صديقه  وأن لا تنصب الخيام كما نصبت منذ مئة عام ، وتموت الأمهات  ولم يبلغ أطفالهن الفطام ، أغمض عينيه ، جاء صوت من بعيد نام ياماما نام ، ما تخاف ياماما نام ، بعرف ما ذبحوا طير الحمام ،  ذبحوا أخوك وجارك  وقالوا  كله فدى السلام  نام يا ماما نام  .  يتبع))





ليست هناك تعليقات: