2013/08/23

الزهرة الستون:مايحدث الآن ( 7)



 مايحدث الآن (  7)

ما يحدث الآن ،حدث منذ عشرات الأعوام ،بنفس التفاصيل، مع اختلاف الزمان والمكان ، لا أكثر ، ، لا أحد يتكلم  عنه  لا أحد يذكره لأن وجعه أكبر من الاحتمال، ولكن من يحكي الآن ومن يروي ومن يوثق...الدم يكتب.. وعبق الشهداء يروي، والمزورون كثر،ولم يعد أحد يهتم  بكتابة التاريخ فقط سيكتبه من سينتصر وإن كان نصرا زائفا مجروحة شهادته ، فأي تاريخ سيكتبه هؤلاء...............
وأقصى ما أستطيع فعله ألا يعلو الكتب الغبار وألا تذوب أطراف المجلدات ، متسائلة دوما أيأتي يوم فترمى على أيدي الأجيال الجديدة، من أبنائي وأبناء إخوتي؟؟؟ لست أدري.
صاحب الكتب رحمه الله، لم يكن ليفرط بأي منها، تحمل مؤنة نقلها وترحالها، فهي لاموطن لها مثله إلا ضمائرنا وقلوبنا...كان ضميره حيا أكثر من اللزوم ، حاول بقدر المستطاع... ألا يبقى تاريخنا بين دفتي كتاب...والكتاب كان سلوى ورفيق....
.يأتي صوته من بعيد، كأنه صوت قادم من الامكان ليس مثله شئ، ليس لأنه صوت سحري ،ولكن لأن الكتاب في يديه يحوله إلى إنسان سحري،قيلولة  يوم حار،
    ماذا تفعلين يا بنتي لاشئ ألعب، لابأس خذي لك كتاب واقرئيه ،استفيدي من وقتك.
هي: ولكنها إجازة يا أبي...وأنا مللت يا أبي...ليتنا نسافر
 يا بنتي لم يقدر ،لنا السفر، وأعلم أن في السفر  سبع فؤائد إلا أن في الكتب مئات الفوائد، ابنتي تعالي أحكي لك قصة....واجتمع الصغار والعيون شاخصة في انتظار وقلب الأب حائر وضميره محتار أيحكي أم يشفق على الصغار، فيأتيه صوتها  مقاطعا أبي نحن مللنا الانتظار ، فيربت باسما انت غيرهم هنيئا لي بك...والله إني عليك أغار...ثم قال: كان يا مكان في سالف العصر والأوان...لا يطيب الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام... 

كان في ناس نايمين ، مش مرتاحين ، لكن راضيين ، جوعانين، بس صابرين  ويمكن هذه  غلطتهم لأنهم كانوا قانعانين...وبالمجمل إلي كانوا حاسينه قوة غيرهم كان حاسه ضعف...........ويا أولادي ...ماذا أقول لكم وماذا أخفي عنكم ...امتزجت  الدماء، وشربت الكؤوس ،وشجبت أشباه النفووس، ونفذت أبشع جريمة إنسانية ، وسطرت ذكرى ما عاد أحد يذكرها على لوح لم يستطع عبار الزمن طمس معالمها...المكان فوق أرض عربية، الزمان في الثمانينات،المنفذون كتائبنا بغطاء عدونا، القربان 3000 أو يزيد، من الأحداث ، أكل البعض العشب و القطط والكلاب،وشربوا عليه كأس الدمع والخذلان والصمت الموجع في حين  أكل الآخرون الأرواح والأعراض، وشربوا عليه  كوكتيل دم مسلم . وكلمة السر أخضر، والمعنى باب مفتوح للأحمر... ليغرق الدم كل شئ، ويبقى عار وخزي عليهم، سيظل تعويذة أشباح تفقدهم كرامتهم وإن تناسوا لن تنسوا  ....حدث، ومازال يحدث،




ليست هناك تعليقات: