2013/08/12

الزهرة التاسعة والأربعون: قلم كحل...


:

 قلم كحل...
 بدأ أسبوع جديد ولم تبدا  صاحبتنا  مازالت مع السلميات ، وربما تبدأ الأسبوع القادم متأخرة ، لا لشئ ، سوى أن بينها دائما وبين الزمن أسبوع، أسبوع لتدرك الأوضاع والأحوال ، والمشاعر وردود الأفعال، فليس عيبا في برنامج حولياتنا ، وإنما نعمة من الله عليها وعلى من حولها، فتأتيها ، الأشياء محملة بعطر سكينة وهدوء وإلا ...............
 إذا رأت  أن تسارع لتلحق الركب، وإلا بقيت في حالة استسلام للسلميات وإن كان المذكوران من ألوان  الزمن مصبوغان ، و التحديد فيهما زور عليهما وتجني وبهتان، فهناك من الاستسلام المغموس بألوان الضعف،  ومنه الموشح باستسلام روحي، سماوي ،والسلميات كذلك منها ومنها ، منها سلام أزهر  بلون الفرح ،ومنها.......ما علينا!!!

أما صديقتنا ...هذا العيد قررت أن تلون العيد هي كما تريد ، تحب كل الألوان ، صحيح إلا أنها أغمضت الطرف عن ألوانها المحببة وآثرت ألوان توافق كل النفوس والأهواء، اختارت من الفساتين ،أزهاها، ومن أدوات الزينة أنعمها وأرقاها ، ولم تترك لروحها أن تظلل على مزاجها وهواها، استبدلت قلم الكحل بأطياف أحمر شفاه بالكاد يرى، فالكحل له مناسبات ومواسم ، وأوقات بين القلب والروح تتقاسم ، فهو للعيد لا يصلح، في الأمر مجازفة... وإن أحست بما لهذا من جفوة ونكران، وهجر متعمد أيضا وإعلان، وخبأته مع قلم كتابتها...فلا يظفر بهما شقاوة الصبيان... أضافت لشعرها ألوان وتموجا ت، وأسرفت قليلا  من زينة الفتيات ، وأقرت الصديقات والقريبات أنها أصغر بعشر سنوات، وكانت ترى في طيوف ألوانها شئ من المبالغات فما هي بحاجة إلى زينة المتكلفات، جميلة دون تجمل وإن كان فقط للعيد استثناءات ،  نثرت البيت  بماء الورد والزعفران، وأعدت أكواب ماء  بماء وليمون وفاكهة معلقة بحوائط الأكواب أشكال وألوان، ومائدة لجموع أصناف تسر الناظر والعيان،..... لا تصف إلا لصفوة الأحباب والخلان، وجعلت نصيب من يدخل البيت ، سعادة قوس قزح ، تفيض بألوان من فرح ، حتى غادروا راضوون ، شاكرون ، آملون استضافتها ، لعلهم مقلدوون، بها مهتمون، وللسر فاهموون ،وعالمون، ودعتهم قرب الباب،  وأسرعت إلى مرآتها  ، اطمئنت أن وجهها يخلو من الألوان وأن الألوان كانت تفيض من قلبها وروحها مرحبة، باسمة ، ولتطمئن ، غسلت وجهها وتناولت قلم كحلها فلم يعد في الأمر مجازفة الآن.... فوجدته وقلم كتابتها يتهامسان وعنها يثرثران ، وأنها ما هي، قلب من الرأفة والحنان ، فوعدتهما بجلسة صلح وامتنان وأن يكونا دوما  في قلبها محفوظان.ودمتم بفرح .

ليست هناك تعليقات: