صباح من صباحات مزينة بحبات الندى و أطلال نور سماوي ....أبصرته عيناي بروح قلبي هذا الصباح ...كأنما ولدت فيها الحياة اليوم......
أمضيت البارحة يومي في مدينة ترعرعت فيها جل طفولتي ، فما أن تنفست هواءها حتى وجدتني في عالم آخر ، حتى النور الذي غشاها كان مختلفا عن كل المدن...
مدينة هادئة تعانق ضفاف البحر من ناحية فتغفو بين يديه هادئة ساكنة وتحط رحالها على كتف الجبل من ناحية أخرى .... فتبدو كعروس حالمة .... خلقها الله فأبدع في خلقها وخلقها ، فما عرفت إن كان لها أخت أم متفردة هبطت من السماء على الأرض...مدينة ليست ككل المدن ...............
أأكون واهمة فيما أراه ، أتراني أراى بعين قلبي ، فلا يرى غيري ما أراه ...كيف لي أن أكذب نفسي والجبال أمامي شموخ من نور ، لونها ليس بني ولا رمادي ، ولا أخضر ، نور ينشق من الأرض وحتى السماء ..........
أفرد لهذا متسعا آخر من الوقت فربما جفت مداد الأرض وأنفاس الروح و أنا أصف....
نمت كيوم مختلف عن كل الأيام قلبي ممتلء بشئ واحد فقط الحب ...الحب الذي تربيت عليه ...بدء من بزوغ الفجر و خروج أبي إلى المسجد في ظلمة الليل قبيل الفجر ....مرورا بمدرستي وذاك الطريق الطويل الممتد من البيت وحتى المدرسة ، وعيناي لا تبرحان زرقة البحر ....حتى لا أشعر بباص المدرسة متى تحرك ومتى وقف ..فتبادرني معلمتي وصديقتي بشو بتفكري ..فأرد عليها معلمتي لا تسأليني حتى نصل، فإن وصلنا بدن مندهشة فاغرة فاها ...فأرد بجرأة مؤدبة معلمتي أنا أراجع سورة القرآن التي أحفظها في البيت وعندما أنتهي بحكي مع البحر ... فلا تكلميني وأنا في الباص .فتبسم ضاحكة ......وكأني أقول لها لا تضيعي هذا الوقت الغالي....
وماذا أقول عن مدينة جبلت مني كتلة من شعور وحب ، نمت كأنني عدت للوراء مئة عام ، أعود إلى البيت أجد أمي وقد أعدت لنا جنة لا بيت ، أبدأ بالمذاكرة راجية إياها أن توصي أبي ألا يجبرني على النوم إن استيقظ في منتصف الليل فوجدني فارشة كتبي حولي ....أدرس وألخص وأحضر .
ماذا أقول نمت وأنا مشبعة بالحب والحنين لأيام مضت ...حتى استيقظت وأنا أفيض بهذه المشاعر التي لم تبخل علي حتى كانت أحلامي مختلفة عن كل مما مضى ...وكأني غفرت وعفوت وسامحت ...حتى قلبي كأنه ما عاد قلبي كأني ما أنا ............
هناك تعليقان (2):
سعيد لأجلك
أدام الله الحب في قلبك
وأسعدك وجمعك بمن تحب ....
إرسال تعليق