2013/07/31

الزهرة الثامنة والثلاثون:أحلام مزيفة


أحلام مزيفة
يغريني منظر الصفحة وهي بيضاء حتى أكون من الحذر ألا أخط عليها إلا ما أرضى أن يكون في ذمتي...ولذا أصارع كثيرا في أمر أن أن أكتب أو لا وسؤالي الدائم ماذا يستفيد الناس من القراءة لي بالعكس ربما حبس الأذى صدقة  والأذى هنا أن يعايشك غيرك ألمك والذي لا يخلو منه بشر يعني عادي ولكن لكل منا وجعه ...نحتاج إلى نفوس آملة أكثر من الأخرى ومرحة أكثر من الثانية ومتفائلة أكثر من الضد ..وأحيانا أرى أن المشاركة الإنسانية نوع من التفاؤل والإقبال على الحياة ...فأتراجع سريعا وأعود إلى قلمي وقد آلمه بعدي وهجري فأطيب خاطره وأعلن له ندمي فسرعان ما يعلن شوقه ويهمس باسمي طالبا ودي وعهدي ....لا بأس فهذاطبعه وطبعي ...وإن كنت أخشى يوما أتخذ  فيه قراري .
وماذكرني بالصفحة البيضاء أننا مازلنا في دائرة الأحلام ،فما أسهل أن تلون صفحتك بحلم ما وما أصعب أن تتراجع عما خطته يداك ولونته نبضاتك فاحرص ألا يكون إلا حلم يليق بك...أما الأحلام التي عملت وثابرت لتحقيقها ثم اكتشفت أنها أحلام مزيفة ومزورة فليس لك في ما بذلته إلا العوض، وإن كان طول الألم والتحسر من الندم فاجمع قواك وباشر العمل.  


2013/07/30

الزهرة السابعة والثلاثون: أحلام سهلة ممتنعة


أحلام سهلة ممتنعة


مازلنا في دائرة الأحلام.....صعب جدا أن لاتجد وقتا تحلم فيه لا بالليل ولابالنهار.
لأنه لاوقت لذلك بأي شكل من الأشكال، وربما لأنها احلام من محال ...وتبقى أحلام..واعذروني لست أجد وقتا لأتنفس مابالكم لأحلم؟؟؟وقريبا تتلون الصفحات بمداد حلم من نبض...أكتب بسرعة استرقت وقتا مما حولي فقط لأحقق حلم ان أكتب....أصبحت الكتابة حلم لأستحالته في هذه الظروف إذا كل ما هو صعب هو حلم...حتى اللحظة لست أدري ماذا كتبت ولكن أتحمل عدم تحقيق أي حلم إلا القدرة على الكتابة إليكم ،أذكر في مامر بي أنني كنت أخبئ قلما في الحمام وأدخل في جيبي ورقا أبيض فهو المكان الوحيد الذي لن يسألك أحد فيه ماذا تفعل...كان وقتها لابد أن أكتب بأي طريقة وبأي ثمن ،كان قلبي مثقل حتى الموت وروحي تنزف حتى التبخر ....وكتبت ..كتبت .....لكن الكتابة لم تحقق عندها الأحلام ولم تضمد الجراح ولم تعتلي وجه النهار وبقيت طي من نسيان...هل أنا ممن يحلمون فقط دون أن يعملوا ربما ...فالأحلام لا تأتي بالمنى تأتي بالعمل...لكن لم أعد ألوم على نفسي ولاأحملها ما لا تطيق لست متخاذلة ولا كسولة فقد عملت كثيرا وكثيرا أكثر مما يمكن لمرء طبيعي أن يعمل لكن عملي صب في بوتقة تحقيق أحلام الآخرين منهم من يستحق ومنهم لا ولكني واثقة أنه ستأتي لحظة وأبدأ العمل لتحقيق أحلامي....وقد فعلت لو بتحقيق حلم الكتابة إليكم سرا ولكن ليس في الحمام ...في المطبخ فهنا ليس لك وقت أن تتنفس لا أن تحلم ...كيف يعيشون عذرا لا أعرف واعذروني إن رأيتم تشتت أفكاري فأنا لا أكتب ربما أهذي كماالأحلام أحيانا هذيانا..ولكن احذروا أمام من تهذوون بأحلامكم وجل ما أخشاه لحظة لا أستطيع فيها إلا الهذيان ....ولا شك سقطت مني جميع الفواصل فلأغادر تتحملون هذا على أن أمسك بالجرم المشهود وتكون سقطةلي إهمال من بالبيت جالسين من مقيمين و مهنئين ((أقول لكم سرا أقفلت باب المطبخ بالمفتاح بحجة تسرب أنبوبة الغاز خوفا على الصغار وكذلك كبار الكبار...أما أنا ربما لم ينتبه أحد لغيابي وسط الزحام فلأستميحكم وإلا أصبحت مع المتكبرين اللئام ودمتم في قلبي صفوة كرام  

2013/07/29

2013/07/28

الزهرة الخامسة والثلاثون:أحلام بعبق الياسمين.





أحلام بعبق الياسمين.

ومن  الأحلام ، الأحلام المكررة،  وهي التي أراها بشكل دائم منذ سنوات طوال ، بنفس المعنى مع اختلاف التفاصيل ، وترتبط بأشياء عادية من حياتنا إلا أنها تحمل معنى لست أدري ماهو،  وقد تجلت أحلامي المكررة في حلمان اثنان لا مجال لذكرهما ، يتكرران دائما أحدهما بدت رؤيته تتضح،  والآخر ارتبط بأمر يومي من حياتي المعتادة فأتذكره في اليوم أكثر من مرة ، ولا أعرف ماذا أفعل سوى أن أستعيد من الشيطان الرجيم ، وقد مر عليه أكثر من عشر سنين بكثير .........


أما الأحلام الواقعية فهي كثر، منها ماعاندته الأيام ،وأدركت أن ثمنه غال جدا ولا أستطيع فيه البيع ولا الشراء ، فاقتنعت ورضيت، فهي محالة التحقيق، فتخليت عنها وهجرتها حتى كدت أنساها ، وسأبذل قصارى جهدي لأستبدلها  بما يعود علي بالفائدة،  دينيا واجتماعيا ونفسيا وصحيا وماديا .
إلا حلم وحيد بذرت بذرته في قلبي حتى كبرونما، أزهر في روحي آملة أن يثمر على أرض واقعي، وهو يتعلق بدراستي وهو غير قابل للنسيان ، أو للتنازل أو التجاهل،كيف أيضا لا أعرف سوى أن أبي صنع هذا الحلم وأنا سأحققه.
 وغدا لنا لقاء،،متمنية لكم أسبوع أروع من الحنين ، محققين أحلام بعبق الزهر والياسمين.

2013/07/27

الزهرة الرابعة والثلاثون: أحلام محققة




 أحلام محققة

أحلام  منها بأثمأن ومنها بالمجان منها واقع ومنها منام.......أضغاط أحلام ،حلم يتحقق، حلم يتكرر،حلم يكبر، حلم يموت ولكن لا ينسى،حلم يباع ويشترى.............والكثير من الأحلام.

لكل منا أحلامه الخاصة منها مايرى النور ومنها ما يختبئ هناك في أبعد نقطة غير مرئية في نفسه البشرية وإن كانت تشي بها احيانا بعض الأمور الغير مقصودة وأحيانا دون وعي وأحيانا الأحلام المرتبطة بالنوم تعبر وبطرق غير مباشرة عن أحلامنا الحقيقية.

حكايتي غريبة مع الأحلام يطول في شرحها المقام...لكن باختصار كنت إذا رأيت الحلم  تحقق بأدق تفاصيل الصورة أي أنه عبارة عن حدث واحد كلقطة الكاميرا و بدون أحداث كثيرة  صورة طبق الأصل نسخة ثانية حتى بدأت أعيش حالة قلق من الأمر ماذا سأرى من سيكون ضيفي ، ماذا لو أني حلمت بموتي....إلا أن أطرفها:  كان تفسيره كالتالي (خرجنا في رحلة برية وأثناء الشوي  سقط مشوى الدجاج الحديديو قد حلت إحدى براغيه المثبتة وسكب ما فيه على الأرض أثناء مروره من يد أبي- رحمه الله - ليد أمي  وحلمي كان فقط لقطة مرور المشوى بين اليدين وتداعي مافيه......وطبعا لم أخبر أحد بالحلم لا قبل ولا بعد...بعد عن التشاؤم قبل الحدوث وعن الشك بعده.

حلم جدا كان قاسيا على قلبي  عند حدوثه وأكثر قسوة عند تحققه وعندها بدأت التساؤلات لوجود خمسة شهود من الذكور....كنت نائمة قمت فزعة خائفة، والعرق يتصبب مني وجريت إلى غرفة إخوتي وأخبرتهم بما رأيت فقط صورة سيارة تتدحرج من أعلى جبل رملي وفيها شاب والمكان ليس غريب علي ووصفته شكلا لإخوتي ولكن لم أعرف أين هو أوصاني  إخوتي بالوضوء والصلاة والتناسي وبدأت أنتظر من أين سيأتي الخبر بالضبط،
بعد يومين قرانا خبر في الجريدة عن تدهور سيارة شاب أثناء ممارسته لرياضة التزلج على الرمال في مرتفعات جيلية (وقد تم تحديد المكان والزمان)  ومازلت أذكره ليلة الأحد الثانية عشر إلا دقيقة بالتمام وتطابقت مع حلمي وبشهادة إخوتي لأمي وأبي فاسترحت من نظرة الشك التي كانا يلاحقاني بها أحيانا في مثل هكذا أمور......وبدأ الخوف فعلا يتسرب إلى قلبي فأنا لم أرى حلما وإنما رأيت الحادثة أثناء وقوعها وأنا نائمة.
 وفجأة اختفى كل هذا فقيل لي أن تحدثنا بالأمر وسؤالنا عنه منعه
وهناك أحلام رأيتها في نفس الفترة  لم تأتني بعد تفاسيرها في الحقيقة أخاف أن أذكرها بيني وبين نفسي فتأتيني متعجلة فلتبقى طي الكتمان أفضل

وحتى لا أحمل عبئا نفسيا تجاهلت الأمر بالتمام والكمال أن ما أراه يمكن أن يحدث على أرض الواقع .

2013/07/26

الزهرة الثالثة والثلاثون: حالة صلح



 حالة صلح:

كما تروون مازالت الخصومة قائمة ولم تفلح  الكلمات الحالمة  ودون الخوف من لومة لائمة، قررت بالصلح أن اكون المبادرة:

قلت يا قلمي ، من فينا الملام ، وقد قيل عافانا هذا الكلام، فأطبق الفاه صامتا بالتمام ، والفؤاد تعلوه سحابة وغمام.

 فبت ألف حوله وأدور باهتمام، أريد أن أسمع همسه بذلك المقام ،أمتمسك برأيه مااعتدل أواستقام؟؟وهجر صفحات عمري زاهدا بذاك الغرام؟؟؟

 فضاق خافقي بهذا المرام ،وترقرقت عبرات زوأم...

فقال: يا رفيقتي أنا غيث وسلام، وفيض قلب وورد وأحلام، أنت ومادونك الدنيا أوهام، فدعينا منهم لنعش بانسجام، ماعليك منهم فهم لاهوون نيام، ليتعلموا من تصاريف أيديهم والأيام .


فلست بك مفرط يا رقيقة الأنام،  أخاف عليك من صفوة ومن( .....)، كفاني بك سطور وورد وهيام، خذيني بين يدك لا ملام، روحي فداك والأنام، قلبي أنت ما أفلت الزمام، مدادي نبضك وأنت المدام، فرحك مرادي على الدوام، لا أرضى لحزنك قيام ، ولاآلام،  هجرك علي هو حرام، وإلا جعلت بقدرته حطام...... 

2013/07/25

الزهرة الثانية والثلاثون، قلمي المصون:



الزهرة الثانية والثلاثون، قلمي المصون:



(لمن لم يقرأ تدوينة البارحة، انا وقلمي في خصومة بسبب الحوليات... أسبوع الحنين إلى الماضي، لذا  هو مضرب عن الكتابة ).



قلمي حروون مصمم لا يتغير لا يهون

تساورني بأمره الشكوك والظنون

أتراه زهد قلب رقيق محزوون

واشتاق لطيش قلب فرح مجنون

لا أعتب أو ألوم هذا المصون

قد اشتقنا مبسم يوم بهذه السنون





































الزهرة الواحدة والثلاثون: قلم معاتب ونفس مشفقة:




قلم معاتب ونفس مشفقة:

أكتب عادة دون قيد ،ودون حساب ولعلها نعمة من نعم الله عزوجل، أول مرة كتبت فيها كنت في الصف السادس من باب التجربة والمعرفة بشئ جديد، وبعد سنوات كتبت من باب الترف ، إلى أن جاء يوم  أصبحت الكتابة زجاجة أكسجين في غرفة عمليات، تستطيع أن تضرب عن الطعام والشراب لكن ليس عن الهواء، وبدأ قلمي ينهل من عطش الصفحات، حتى أصبحت لا أعرف أكان قلمي يغرف من بحر ، أم يذرف من سماء، ولذا لم أفكر في يوم من الأيام أن يقرأ أحد ماذا أكتب؟؟أو لنقل الآن بدأت أسأل نفسي ماذا سيستفيد القارئ مما أكتب؟؟ فأراها مسؤولية كبيرة ، تقيد قلمي، فأراه أصبح عنيدا حروون صامت بعدما بحت له بما أفكر فيه، لم تعد تستهويه الكتابة كما قبل ، يريد ان يكتب ، ما يستهويه، لا ما أمليه أنا .

حائرة بين أن انتقي له وأتخير ما يكتب ، أو أتركه كما كان وتعود ...حثثته كثيرا فقال لي إن كنت لا تعيشين كما تريدين فاتركيني أعيش كما أهوى وأريد، صمت واحترت، فإن كان ما أراد ستعود سطوري حبيسة خزائني، فأنا لا أحب أن أثقل عليكم بأمطار غيومي، وعثرات سطوري، حتى شعرت أن بيني وبين قلمي خصومة ، ينظر إلي معاتبا، وأنظر اليه مشفقة ، لا هو يروي ظمأي ، ولا أنا أسترضيه ، والصفحات البيضاء تناديني وتناديه ، كأنها أيام عمر جفت
مآقيه ، تنتظر يوما يجمع الله فيه متحابيه ، بعدما افترقا  فراقا ماكان لهما ذنبا فيه، ولزلت أنظر لقلمي عله  يسترضيني  فأرضيه.  

2013/07/24

الزهرة الثلاثون: تخيلتك فعاندني رسمك



تخيلتك فعاندني رسمك

ذات حلم ..رحلت،  ولم تترك لي إلا سديم الذكرى،  ومجامر النبض تسأل عنك حيرى،  والمرايا فارغة لاصورة إلا رذاذ عبرة ..عكست ظلال ما تبقى مني فرفقا، وفتحت عيناي فلم أرى إلا سراب،  ووهم ولى، وبقايا نبض ضل واعتل، وبريق آه في النفس تتجلى، وابتسامة رضى اعترافا 
بجمال أنثى........... خرجت من بوتقتي بحثت عنك بين الوجوه ، فما وجدتك، تلمست ظلك بين الظلال ماعرفتك ،رددت اسمك فارتد لي صوتك، تخيلتك فعاندني رسمك،استسلمت
أغمضت عيناي ، حاورتك ،لم أسمع صدى صمتك فعرفت وقتها أني فقدتك

فانس دروبا سلكتها عندرحيلك ما عادت قابلة لرجوعك وقد تركت حقليك الخضراوين يغزوهما خريفك،  بعدأن نصبت عليهما نفسك، فخبرني ماذا ستجد من

ألوان قوس قزح  في دربك، حقلاك الخضراوان  غادرهما بريق الألوان يوم رحلت، وقد يبسا  من كثرة ما ذرفا ، فلا تلم ولا تعتب إن لم تجدهما فما انا إلا حصاد رحيلك كرهت ذكرى ظلك

2013/07/23

الزهرة التاسعة والعشرون: رغبة قلم:



 رغبة قلم:

لا أريد أن أكتب ضمن معنونة... ظلال الحنين...فلقد كتبت البارحة كمن كانت حبلى بالحنين،  تتوجع لتضع وليدها،  وقد فعلت بقيت أكتب حتى انتهى مخاض طويل وجاءت الولادة،  وإن تأخرت وتعسرت، إلا أنها أفضل من أن لاتأتي وتظل مختبئة خلف الأ قنعة......ولم يكف الوجع، فقلت أكتب اليوم عل وعسى، لكن في أمر آخر....فأمسكت قلمي حاثة إياه على المشي،  والجري فوق سطور الصفحات .أليست المتألمة من مخاضها تمشي،  وتمشي،  وكلما كان المشي أكثر كان الخلاص أسرع....فقلت هرول يا قلمي،  واكتب ما تريد،  ولا عليك ليكن خلاصك اليوم أبديا،  فليس كل الحنين دفء يسري بالجسد بذلك الإحساس اللذيذ ،جلست بعيدا وتركت لقلمي ..حرية اتخاذ القرار..بين الصمت أوالبوح أو الفرار فجاءالصمت هو القرار... أحترم رغبته ...


2013/07/22

الزهرة الثامنة والعشرون:مجامرالذكرى


مجامر الذكرى:

الحنين إلى الماضي ليس لأنه ماضيا ولكن لأن هناك  حدثا انتهى أمره ، فأصبح قوت الحاضر من عبق الماضي، الحنين مجامر الفقد، لذا يأتي عزيزا غاليا من نور الدمع، وروح النبض، أسبوع نكتب مدوناتنا عما نحن إليه ربما أحتاج إلى عمر يزيد عن عمري لكثرة ما أوقدت مجامري أحلام نفسي، وألهبت فحم أيام عمري وتنفست بأنفاسي.
أحن إلى بيت كبير قضيت به طفولتي المبكرة ولم أعرف أنه كبيرا حتى عشت فيما تلاه وإن كنت هنا لا أقصد المعنى المجازي فقط بل والحقيقي، أحن إلى بقايا صور أحرص كل فترة على تذكرها خوفا من اندثارها بفعل الزمن ، أستجمع خطوطها من ذاكرة فتاة لم تبلغ السادسة ،ساحة البيت الكبيرة الداخلية التي جمعتني وأبي ،وساحة البيت الخارجية تحتضن شجرة لوز كبيرة ،ولا يفهم معنى هذا إلا من أمتع قلبه بشبيه لها ذات ربيع ،أكثر ما يربطني بذلك المكان الطبيعة التي لم تمسها بشر ،وأنني أتقنت القراءة تحت ظلال تلك الشجرة وعلى مرآى منها ، وكيف أتقنت فن التأمل في الليالي المثلجة أمام المدفأة شاردة مع حكايات أبي الطويلة التي لا تنتهي بانتهاء ليلة شتاء، طويلة، انقطعت فيها الكهرباء،  أحن إلى أبي، ولا أشتاق له لأنني لم أفقده فكلما أردت أن أراه بكيت فجاء في حلمي وضمني وهدهدني وهمس في أذني قائلا سيكون كل شئ بخير...... ومعلمتي التي عرفتني على متعة قراءة القصص في سن مبكرة ، كيف لا أحن لها وكانت تشتري لي كل أسبوع قصة جديدة ،لأنني أنهيت ما لديها.........
أحن إلى من غادر بطني بعد سبعة أشهر وقد أثقلته بما عولت عليه من آمال مؤجلات وأمنيات منتظرات ،ولكن لن أكتب لكم عنه أكثر فهو لن تكفيه صحف الدنيا كلها ومحابر البحار كلها.....ولكن أخشى أن تفيض  روحي مع فيض قلمي، فرفقا بي وبكم لن نكتب المزيد عن هذا الحنين، 
وحنين لا تعبر عنه حروف اللغة لأنه كتب بدمع من أسى .........
لست ممن بتشبت بلحظات الحنين فكل لحظاتي هي، أحيانا أملها ،فقد تملكتني حتى ماعدت أنفصل عنها، ولا أخاف على دفء أيامي باعتبار أن الحنين دفء الأيام الباردة، فأيامي مشبعة بالحنين إلى الماضي الذي  أتنفس من خلاله ،ومثقلة بالحنين إلى الحاضرالذي لا أشعر به ومنهكة بحنين إلى المستقبل علي أجده، نوع واحد من أنواع الحنين أخاف أن أعيشه أو أشعر به باعتبار أن هذا مرتبط بفقدانه،عندئذ تنتهي روايتي، وأقول انتهت حكايتي، وماعاد معنى لبدايتي، أخاف يوما ينكسر فيه قلمي فلا أستطيع به الكتابة ،أو أستيقظ ذات صباح فلا اجد أصابعي  لتكتب أويأتي مساء فتجف محبرتي.....عندها تكون جفت أزهاري ،وذبلت أيامي وما وجدت المستقبل الذي أثقلت فيه عمرا كاملا من الفقد، عندها لا يكون حنين ،تكون نهاية.

الزهرة السابعة والعشرون ..أراك حولي وأنا من فقد:


أراك حولي وأنا من فقد:




آمنت بِكَ ظِلًّا لِرُوحِيِّ وَمِرْآةِ لِفِكْرِيِ وَمُتَّكَأِ لأواخر عُمَرَي ، أَعْدَدْتُ أَلْوَانَ غُرْفَتِكَ مِنْ أَطْيَافِ 
رُوحِيٍّ ، وَرُسِمْتِ اِبْتِسَامَتَكَ فِي عَيْنِي ، وَبُنِيتِ أحْلاَمَ مُسْتَقْبَلِكَ بِيدِي،أعلنت 

 استقالتي الدُّنْيا وَمَا فِيهَا وَأَعْلَنْتُكَ مُهِمَّتَي وَوَظِيفَتَي ، أَقُسِّمْتِ لَكَ بِطُفُولَةِ مَا 

حَظِّي بِهَا طَفْلُ وَبِشَبَابِ مَا تَمَتُّعُ بِهِ شَابُّ وَمُسْتَقْبَلُ يُحْلَمُ بِهِ الرِّجَالُ وَالنِّساءُ وَفِي 

النِّهَايَةِ رحَلَّتْ وتركتني  بَيْنَ الْحَقِيقَةِ وَالْوَهْم

أراك في كل ماحولي وأنا من فقد ...فهيهات لقلبي بغيرك كان أو وجد ..بيني وبينك 

ضباب مرآة وكل البعد فأخبرني أيشبهك أحد صورة أنا معهم والأصل سافر إليك عبر ليالي السهد.... أراكِ في كل الوجوه .. ولا يشبهكِ أحـد. في الجنة لن نعكر صفونا 

بمافقد ، ولن يقطع أحاديثنا من وجد.

كلما بدأ يوم جديد غادرتك رغما عني ليوم عمل طويل ممل وإن كنت غدرتني فغادرتني دون وداع ...... إلا أنك تبدو ذكرى بعيدة وكأنك رحلت قبل ألف عام حتى البارحة كنت معي تحادثني وأحادثك تسر لي بما يختلجك أتراك بدأت تنسى من أسكنتك قلبها قبل جسدها
...أتراك، تنتظرني ،أتراني بدأت أزهد في ما حولي رغبة بالقدوم إليك أنت في الجنة فإن لم أصل إليك ماذا عساي أفعل أأكون فقدتك مرتين.أريد
أن أنساك ، لا أريد أن أذكرك ، لا أريد أن أكتب إليك ،أريد كل يوم ان أمزق كل ألف سطر في ورقة في ألف ورقة ألم أقل لك لدي من القدرة على الكتابة لك ألف سنة والاستماع ألف أخرى لقداستنزفت كل رحيق قلبي .. وزهو روحي وألق فكري ، لم تترك لي شئ فاتركني فغادرني
أريد أن أنام فتنام أضغاط أحلامي ويهدأ نيض قلبي وتسكن روحي فإن استيقظت استيقظ جسدي فقط دون القلب ودون الروح ودون الذاكرة. .
أريد أن أنام دون أن تمطر سماء نفسي ودون أن يشتد زفير روحي ودون أن يجف رذاذ قلبي .أريد أن أنام دون أن أذكرك ودون أن أكتب إليك ودون أن أتمنى لك أمنيات سعبدة،ودون أن أفكر بك .
أخاف أن أنام وأن أفقد ذاكرتي في حلم من الأحلام فإن رأيتك لم أعرفك وإن كلمتني لم أحادثك وإن قلت لي ضعي رأسك على كتفي استنكرت عليك .
وقد أحببتك وافتقدتك وانتظرتك وتخيلتك تكبر معي يوما بيوم فإن ضعف جسدي قوي جسدك وإن شاب شعري آزرني قلبك وإن سال دمعي مسحته بيدك
 
فكيف إن احتجت إليك ولم أجدك وحلمت بك ولم أعرفك وقابلتك وتجاوزتك
وكلمتني وتجاهلتك .
  أوصاني الطبيب أن أنساك لأبرأ وأن اؤمن بموتك لأعيش وأن أستبدل أدويتي ومسكناتي بأقنعة للقلب والروح... وأن أغير قناعاتي لأسعد وأتنازل عن أحلامي..لأستمر...وأن أبدل ذاكرتي لأبقى....وأن أمحو كل ماحلمت وكتبت وعشت وشعرت بقربك.
وأن لا أكتب إليك لأشفى وأن لا أحلم بك لأنسى ،وأن أحكم عقلي وألغي نبض قلبي، فإن لم أذكرك ألن تذكرني ....وإن نسيتك أتنساني؟؟؟..



الزهرة السادسة والعشرون من دفاتر الحنين:

من دفاتر الحنين:
                                                     

أحن إلى من  علقني بلغة الضاد والزهر، وقرات على يديه أبجديات الشعر، ولم 

يعلمني حيل  البشر، من سكب في قلبي روح القلم ولم يدري أن الحبر نبض الألم. 

، أبي من سقاني بيديه الحانتين حب القراءة في مهد طفولتي ، وأول من أقر 

بعذوبتي ، ورقتي ، ورزانة عقلي وبعد رؤيتي ، في كل حلم يأتي أبي ، يقف عند زاوية الباب، ينظر إلي ويغيب ، 

استيقظ ، أناديه لا أجده وكلما اشتدت 

قبضة الساعة على قلبي ، فاض دمعي وزارني أبي ....فهل يا نجوم تحنين إلى روح أبي ؟؟


وهل سيكون حلمي قويا حتى ألقاه سريعا ، تعبت يا أبي .....تعبت ، وعطشت. 

لم يعد يرويني إلا دمعي وبت حائرة أيفيض لأراك؟ أم أشفق عليك كيلا تراني! 

ليتك يا أبي علمتني لغة البشر بدلا من لغة الروح والقمر.

2013/07/21

الزهرة الخامسة والعشرون بضع من قلبي لفظه جسدي

                                                                             
بضع من  قلبي لفظه جسدي:


كيف لا أحن لك وأشتاق والحنين فقد ، كيف لا تكون شجوني وجنوني ومشاعري وأحاسيسي وحلما ما وجد؟؟
أحببتك كما لم تحب أنثى بشر غزلت أرجوحتك من النجوم وثبتها بأطراف القمر ونظمت قصائد حبك من ليالي العمر وجهزت ترانيمك من ليالي السمر .
جعلت يداي وسائد ندى وسحب لتضمك ،وأنفاسي عبق ياسمين لتقبلك وتشمك
أفرغت ذاكرتي من كل ما أتى قبلك وأعلنت انشغالي لمن يدق باب قلبي بعدك.،
جئت من أفكاري وأشعاري وكنت وهج عواطفي وأمل أحلامي...وبك بنيت قلعة مستقبلي وأفراحي ووأدت ما مر من أيامي جعلتك حصني وأماني وأنت مازلت في جسدي روح من طيف أحلامي، فأبيت إلا الرحيل .


غادروا بقينا لوحدنا وضعت يدي على بطني وأخذت أحادثك ككل يوم أسلمت لنفسي سكب أحداقها ،أعلم أنك غادرت جسدي ، ،سمعت عن أناس جنوا لفقد محبيهم ،سمعت عن قيس ومي ،لكني لم أسمع عن أم أسلمت عقلها لفقد وليدها،أتعلم بي وجع لا يهدأ بالمسكنات ولا يوصف بالكلمات. لست قادرة عل شئ. اهدأ ونم فربما نمت أنا وهدأت .
غادروا جميعا ولم يبق سوانا ،كالسابق معهم ولا أشعر إلا بك ،بينهم ولا أنتظر سواك، أتراك في الجنة تنتظرني .أتراك تسمعني ، لا يهم إن كنت في جسدي أو خارجه فأنت في قلبي ، وروحي وعيني .أهناك من يترك الجنة لأجل الدنيا وإن كان له فيها أم.
رضاي لايعني أني لست حزينة على رحيلك، أبكيك سرا فقط كي لا يروا دمعي مازلت معي كالسابق,أحادثك وتحادثني، ....مازلت أضع يدي على بطني وأقرأ لك من القرآن ما يحميك، وأتمنى لك من الأمنيات ما يسعدك ويرضيك،
عقدت عليك آمال عظام أتراني أثقلت عليك وحملتك ما لا تطيق بأحلامي وأمنياتي أم أنك أشفقت أن تراني . أألقاك ؟؟ ولم تطق البقاء في جسدي،وقد أضناك كثر دمعي وطول سهدي؟.

طالما وضعت يدي على بطني وقرأت لك سورة الكهف، وشاركتك خواطري وأفكاري و لماذا وكيف، ألم يحتمل قلبك الصغير فآثرت الرحيل ؟أم أنني استعجلت فرحتي بك فصرت ضربا من محال ومستحيل؟

2013/07/20

الزهرة الرابعة والعشرون ورحل أبي


ورحل أبي...

جلسنا على مائدة الافطار ...وقبل أن تصل الملعقة إلى شفتاي ، قفزت صورته أمام عيناي،شعرت به حولي ، يكلمني ويحاورني ، قال لي أنسيتيني يا ابنتي...لم تذكريني منذ زمن ...صمت... أتراه حقا يكلمني ويعتب علي أم أنني أتخيل ويهيأ لي..سامحني يا أبي علمت أننا عندما نفكر بشخص ما يتذكرنا ،ولذا يا أبي لم أعد أذكرك كثيرا كي لا تأتي لزيارتي في منامي........... ، فكيف لي أن أنسى يوم كنت تجلس بقربي وتعلمني القراءة وعندما أسألك ما المعنى تشرح لي وتستفيض ، من يصدق أنك علمتني الكشف في المعجم وأنا في السادسة.

أمازلت تذكر يا أبي ....يوم  قلت لي أنت غير كنت لم أبلغ أبلغ العاشرة بعد   وعندما سألتك ما المعنى قلت لي أنت  مولعة بالقراءة ،وتميزين الجمال وتهوين العلم وستنهلين منه  ما يجعلك في أعلى المراتب ، لماذا يا أبي  بذرت هذه البذرة في روحي ورحلت حتى غدت  معجزة تأكل من قلبي وعمري  والله يا أبي كتبتها  بحبر دمعي  في كل أيام حياتي،  وأحييتها بنبض عروقي، وعدد أنفاسي ، وما استطعت ،والله يا أبي ما تهاونت، ولافرطت، ولكن الحياة هي التي   فرطت بي حتى أصبحت أمنيتك نارا تكويني ،اتريدني أن أستودعها ماء البحر مع بقية أمنياتي ، لماذا رحلت يا أبي ، وقد أوصيتني بالجميع، وما أوصيت بي أحد تركتني فما عدت  انا التي عهدتها برعايتك، ومحبتك..... فلماذا رحلت  وماكان لي في هذه الدنيا سواك يحنو علي ويشد أزري ،وعلي ان أحنو وأشد أزر ، كيف لي أن أنساك .... وانت محبرة عقلي وأنت نبض في قلبي ؟؟أبي كيف أنساك وأنت النفس في حروفي، والنور في عيوني... وضعت ملعقة الطعام في فمي وترحمت عليك يا أبي .

2013/07/19

روحانيات .شرع الله أم شرع النفس ( 2)






شرع الله أم شرع النفس :

لو أني تابعت الكتابة البارحة لأخبرتكم سبب اللوم لكن اليوم أرى أن الأمر ليس بذي أهمية، لم يعد اللوم والتقريع يزعج ولم يعد المدح والإطراء يسعد ،  هكذا أفضل ، فقط ندمت أنني لم أصحب مصحفي معي ، بي شوق للقراءة فيه وتمعن أفكاره ، هذا  ليس معناه أنني أدعي أنني أفضل من حولي بالعكس ربما هم أفضل بكثير ،إلا أنني ماعدت أتأثر بشئ لا سلبا ولا إيجابا إلا تلك الآيات ، وربما هذا من فضل رمضان .

بعد ساعات:


أرسلت لي  صديقة متابعة  تطلب أن أكمل  مدونة شرع الله أم شرع النفس والتي بدأتها البارحة وأنني اليوم اختصرتها وأنهيتها، وأنها ترغب بمعرفة البقية وعليه إكراما لها متابعة راقية أكمل، وإن كنت لا ارغب أن تصبح مدوناتي أشبه بالمذكرات اليومية التي أرصد بها حياتي اليومية ، وعليه تكون هي المرة الأخيرة التي أكتب ما هو أقرب إلى المذكرات لا لشئ سوى أنني أرغب بالكتابة من منظور اجتماعي أكبر وألاتكون كتاباتي تجارب شخصية بحتة لا تفيد الكثير،وإن كان هدفي  محاولة رصد روحانيات رمضان والاندماج بها قدر الإمكان

فلنبدأ:........................................................................
واجهت اللوم بصمت الصمت الصامت ، وعندما انفردت بأمي في المصعد قالت لي( لم تردي بأي كلمة ، يعني كأنه ولا على بالك ولا شو..قلبك أبرد من الثلج).
رددت بابتسامة غير مقصودة  بدوت فيها أمام أمي  لئيمة.
 نست أمي أنني في حالات السلام صامتة ، فما بالها بحالات العواصف الكاسرة، أما أنني بدوت لئيمة فربما يجب أن نبدو أحيانا هكذا بالرغم من أني لست هكذا .
دخلنا البيت وتفرق الجمع ثلاث مجموعات ،قمت على شؤونهم ،فحضرت طعامهم ،واستعنت بالأذكار التي أوصى بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة  عندما طلبت منه خادمة ،أنهيت طعامهم وتساليهم وأمور منامهم ،كان بإمكاني أن أجعل كل منهم يقوم على أمر نفسه لكن نفسي لم تطاوعني ، تذكرت ما يمكن أن تقدمه الشجرة للناس من عطايا مجانية ظل وثمر ، وفي النهاية تصبح مجامر بخورهم ،وطعامهم ونورهم ودفئهم، لا أقول أني وصلت هذه الدرجة من العطاء إلا أنني فاضلت بين شرع الله وأخلاق ديننا  وشرع النفس، بين الأحب إلى الله والأحب إلى النفس، فأثرت القيام بأمرهم على القيام بأمر راحتي.


أحسست بالعطش وصلت إلى مبرد الماء تراجعت كأنما سمعت صدى الأذان قد رفع لابأس سأبدأ نهاري وأنا عطشى، تناسيت الفكرة بسرعة ،وتذكرت عطش الآخرة ، صليت الفجر ونمت .


2013/07/18

تابع : روحانيات رمضان،شرع الله وشرع النفس ( 1 ).




شرع الله وشرع النفس:


من روحانيات الشهر صلة الرحم بالتزاور وسرى العرف بيننا أن يكون هذا بالتداور بين موائد الإفطار وجلسات السمار.
حملنا من لدينا وزرناهم وامتلأ البيت بفرحة لقيانا ولقياهم وغادر الصبية للصلاة مع آبائهم ، وبقيت النساء  بين أحاديث نسائية واجتماعية ووصفات إفطارية ، كل منهم تبرز مواهبها المطبخية واختراعاتها الفضائية وطلب مني وصف أكلة رز خليجية ، وساد المكان صمت أشعرني أني في محاضرة جامعية ، وانتهى الوصف بورشة عمل  تطبيقية على مائدتي الرمضانية ،ولا أخفيكم كانت لي ورطة كارثية ،إلا أنه خفف من وطأتها أنني من يحدد موعد المائدة الإفطارية بما يتناسب مع ظروفي الاجتماعية والوظيفية........((بيني وبينكم سأتهرب بطريقة اتيكيتية..يعني لبقة ))...
وسرعان ما عادت الأحاديث الجانبية وبدأت الإعدادات لطاولة  الحلويات واشتدت التحضيرات وما عاد أحد متنبه للغادي والآت ، وشمرت لهذا الصبايا والفتيات وإن كنت نفسيا منهم إلا أنني اتخذت ركنا وبدأت الصلاة مثنى مثنى،  واتخذت بينهم وقتا لإسعاف مضيفتي فتبسمت،  وأكدت أنها جهزت،  وأعدت وتلطفت وألحت أن أتخذ مكاني من صدر البيت ، عدت لاشئ يستفزني للكتابة مما يشعرني بالملل والرتابة ،  رفعت نظري نحو النافذة القمرأوشك يعلن انتهاء النصف ويح قلبي ماذا تبقى؟؟ لا شئ سوى النصف فماذا أعددنا من عبادات ؟وهل كانت أصناف التحليات أكثر؟ أم الصلوات؟ وسطور القرآن؟ أم التسالي والمقرمشات ؟عاد الجميع للانشغال وحول العيد الأحاديث تنتشر وتقال، فلمت نفسي انصرافي عمن حولي بما في البال ، واقترحت بما جاد به القلب وسمح به الحال ،من استضافة أورحلة ألى البحار أو أعالي الجبال فتعللوا أن هذا كان في الماضي ومازال في البال،  فهو ملل وروتين  وضرب من  محال ، فآثرت ركعتين من التراويح  فيها كل الدلال ، عاد الجميع و بدأت ليالس السمر ، وكل يدلي بدلوه ماذا حدث ؟وماذا حصل؟ والكل حاضر والكل أكل. إلا شخص واحدا كان يجلس معهم  على الأريكة المقابلة للنافذة يتابع القمر وقد أرسل أشعته على الأشياء  حول البحيرة الساكنة بقدرة مقتدر...فسبحانه صنع فأحسن الصنعة وخلق فأبدع الخلقة..........
 عدنا إلى البيت  وفي السيارة نالني من اللوم والتقريع الكثير على ماذا ؟؟؟؟؟

تابعوني على نفس الموضوع في وقت لاحق(تعبت ) .        

2013/07/17

روحانيات :ارتديت ثوبي الأبيض:








ارتديت ثوبي الأبيض:

كنت قد أخبرتكم بمدونتي الأخيرة أنني لا أريد أن أكتب، وأنني عادة لا أكتب إلا عندما يحدث ما يلامس جدران قلبي فيثير شهية قلمي، أو أن تكون حالات من الوجع الذي يشبه حالات من المخاض لأولد من جديد أكثر تحملا وجلدا .....
وإن كنتم من متابعي فقد علمتم أنني أستضيف أمي ...ارتديت اليوم  ثوبي السري الأبيض ، لأول مرة وإن كنت أقول ثوبي السري ، لأن له حكاية تعرفونها  بعد قليل .....
أسلفت أمي الله يا ابنتي ما أجمل هذا الثوب عليك ، وكم يليق بك ، كأنك حمامة بيضاء ، اشتريته منذ زمن واليوم أرتديه لأول مرة  ومن يليق به أكثر من أمي كي أرتديه اليوم أمامها ...وبدا الحوار الداخلي ، كم نحن بحاجة إلى أن تكون قلوبنا بيضاء ونفوسنا بيضاء ، بحاجة أن تكون دواخلنا  سماوات من غيم أبيض ، لا أعماق من ظلام أحلك، نظرت إلى المرآة  مرات ومرات ، وكنت كلما  ذهبت او أتيت  سبقتني عيناي إلى المرآة ،وفي كل مرة أراه أكثر زهوا وجمالا وبياضا .

أحيانا تنشأ علاقة خاصة بيننا وبين الأشياء لأنها تأخذ مساحة أكبر من حجمها الصغير  في دواخلنا  الخفية لأسباب  قد نعلمها، وقد نجهلها.
أذكر يوم رأيته معلقا هناك ، ما أن وقعت عيناي عليه حتى سمعته كأنه يناديني لست أدري بأي مشاعر كنت مثقلة  يومها، سلبني، اشتريته وعلقته في خزانتي  ولم أرتديه ولا مرة وكنت كلما وقعت عيناي عليه انتابني شعور غريب من فرح وسعادة وأمل ، وأخذت هذه المشاعر تكبر يوما بعد يوم حتى أصبحت  تسيطر علي بالكامل ، فبت أكلمه وأحادثه ولست أدري أكنت أخاطب به الروح التي في جسدي ،أم كان قد أصابني مس من الجنون، فكتمت أمري مكتفية بأنه مصدر فرح وسعادة وغبطة، ولشدة ما سيطر علي هذا الإحساس الذي كان يصيبني أحيانا بالخوف  ما قدرت على الكتمان  فثرثرت أمم صديقتي ، فألحت علي أن تراه ...وتهربت وراوغت إلا أنها أصرت ...فقلت ثوب عادي لا يميزه إلا لونه وتلك الخيوط المغزولة بسنارة يدوية تحلي باقته ، أغدا تقول  عني جننت  أو تطعن في ذائقتي ..فما كان مني إلا أن ذهبت واشتريت  ما يناسب ذائقة هذه النفوس ، ثوبا أبيض آخر أريتها إياه على أنه ثوبي السري السحري، وعندما رأته طار صوابها به.
ثوبي السحري أبيض والآخر أبيض ، ثوبي فيه من الأنوثة براءتها ومن الفتنة  سموها  ومن الطهر عفته أما الثاني  فهو ثوب أنوثة وفتنة ليس إلا.
 وبقي ثوبي سريا في مخبئه لا يعلم بأمره غيري ، كلما تفقدته ، ضممته إلى وجهي ، غمرت قلبي  به ، حتى أحس روحي ارتدته بدلا من جسدي فيرتديني بدلا من أرتديه، أتنفسه ، فتتنفس روحي براءة وسمو، لا تراني أرى سوى مروج من زهر أبيض.

رمضان شهر يولد فينا كل المعاني السماوية ، لا يليق بنا ونحن نستضيفه إلا أن نكون بمستوى راق من الأخلاق ، ثوبي السري  خرج من مكانه وارتداني، لأكون أكثر أناقة في شهر الأفكار الأنيقة ، شهر لا يقبل إلا بأخلاقيات وروحانيات نظيفة طاهرة ،نطبقها ونفعلها أكثر من أن نرتديها ، بحاجة نحن إلى كل هذا طوال  العام وليس شهر في العام ودامت شهوركم بروعة روحانيات رمضان.



2013/07/16

تابع : روحانيات رمضان... خارج عن النص لا أريد أن أكتب الآن:


تابع : روحانيات رمضان


خارج عن النص لا أريد أن أكتب الآن:

عادة أبدأ نهاري ككل الناس ومع مرور اليوم تبدا الحوارات الداخلية بالتعليق على الأحداث الجانبية والخارجية وتبدأ الصور بالتراكم حتى  تمتلئ محبرة قلمي، وسرعان ما يفيض الحرف . وصادف مشاركتي الحوليات فلملمت هذه المدونات حروفي المتناثرة ونبضاتي المتطايرة..........
لم أستيقظ يوما فأقرر ماذا سأكتب أو عن ماذا سأكتب ؟ أترك هذا لقلمي وكثيرا ما كتبت وما أن انتهيت حتى تسألت عن الذي كتبته فلا أعرف حتى أعيد القراءة وهكذا...
 باستثناء الصور التي حددت  كنت أنظر إلى الصورة حتى أشعر أنها تملكت شيئا يلامس روحي فأمسك ماعون حروفي -القلم- وأترك له البقية.

 وإن كان هناك أمور صعب أن تكتب فيها حتى وإن أردت أما أنها تكون استولت على كل المساحات الداخلية المحفزة، وإما تكون مازالت خارج الجدران النبضية الخارجية المؤثرة...إلا أنني أسأل وماذا يهم القارئ في معرفة كيف؟ ولما ؟ ومتى وما هي ظروف الكتابة لدي؟؟


  فلست إلا حرف في الملحمة اللغوية؟ وحرف ذاتي لم ينضج بعد  حتى يخاطب الانسانية عامة ، مازال غارقا في ذاتيته ...وأ عود وأسأل لماذا ؟؟ أنظر إلى ما كتبت فلا أعرف له سببا سوى بعض العتب ربما ممن سألوني أن أكتب في مواضييع معينة فعجزت ، أنتظر أن تكتمل شهور حمل قلمي فإن جاءت ساعة المخاض، خرج من ننتظر، ولكن بعد ساعات من الألم ،ومازلت أنا مثلهم في الانتظار... ..


 ربما حروف القرآن بدأت تتغلغل في قلمي وتحتل فراغات قلبي باعتبار إحساسي أن هذا قد يكون من  لهو الحديث مما يرفع لدي مستوى تأنيب الضمير باعتبار أننا محاسبون عن أوقاتنا فيما نمضيها ، كذلك لا أعرف؟


 أوربما قلت كل ما أسلفت لأنني اليوم وببساطة  لا أريد ان أكتب عن شئ .ودون أسباب مزاج رديئ كفاكم الله مؤنة تحمل تبعاته،  ربما أعاند نفسي لالذنب ارتكبته سوى أنها عنيدة دائمة السؤال والحوار وتحب لغة القيل والقال بين عقلها وقلبها فإن اشتد الجدال شاركت روحها مطالبة  بالاحتمال بين علامات التعجب والسؤال ..بين ما كان وما ليس بقادر على الامتثال فاعذروني وترقبوني  .. لست اليوم بوارد الكتابة على أية حال....