2013/07/09

الربيع العربي بسكين عربي


الربيع العربي بسكين عربي

ابكيا كما بكت أمكما وجدي وجدكما..... ابكيا فهي جديرة أن يبكى عليها ، وجديرة أن ينزف عليها ، ابكياها فقد وضعوها في العناية المركزة فإما أنا تعاد لنا  وإما إلى ثلاجة الموتى ستقاد ...و على قائمة الانتظار مازالت تنتظر.. طال اتخاذ القرار..
قالوا الموت الرحيم أولى بها والنسيان شفقة بأولادها،  وعليه ..إكرام الميت دفنه وكيف ندفنها وهي نور الروح و العيون،  والجسد والقلب الحنون ، كيف ليدان أن تطاوعا وضعها في التراب ، كيف لقلب أن يواريها الغياب،   تدفن نعم!!!! نعم  ندفن  أساها ، و حزنها وألمها وجرحها وجزعها . ونستعيدها عروسا في ثوبها الأبيض لا جريحة  تكسوها الدماء.
مازالت  تنتظر تحتضر، أأقول لا تبكيا لا تجزعا، لم تمت، ولن ننساها لن ننسى جرحها ، لا لن أخدعكما ثانية  ابكيا  ما شاء لكما  لعل البكاء يخفف ما ألم بكما . فجرحها لم  يلئم وحظروا علينا  زيارتها ولم يقر الطبيب بعودتها  .
هل نسوها، لا ،هل تركوها وهجروها وفي كتب المدارس اختصروها وعن جدرانهم أنزلوها ، وفي مجالسهم ما عادوا  ذكروها
وقصتها لأبنائهم ما عادوا ذكروها  لا ...لا...لا...
 ذات مساء جاء الخبر ، وبزغ أمل مع نور القمر 
، قالوا هذا من سيفك أسرها ؟ وهذا من سيلم طاقم من قوادها وهذا سيلون طريق العودة لحضنها ... وأخذت أحلم وأحلم واستيقظت ذات صباح فوجدته غرس الخنجر في ظهر أختها .......وبكيت كما الآن  تبكيا وفزعت كما جزعتما وقلت لا وصرخت آه  .. أخت لها تنزف أخت لها تئن أخت لها تنتظر ، أخت لها تحتضر ،فهل نسيتم، أين أنتم ؟  أين أنتم أإلى الوراء ارتددتم.؟؟؟  وكؤؤس النسيان شربتم ؟؟.....   ومر على ذلك الصباح كمثل مئة صباح من صباح من شهر ، من عمر وقلنا زلة ، هفوة ، يلتم الأصدقاء ويعود الإخاء ،وندمل الجرح ونصمت عن البوح، ويكون الاعتذار ونتخذ القرار ونوحد الصفوف  وتتجمع الكفوف ...عدونا واحد موتنا واحد جرحنا واحد .، نزيفنا واحد...ونخرج الكبرى من غرفتها   ونفك قيدها ونعلن تحريرها و أسرها.....ولا أخفيكما أني بكيت يومها .واحترت على من  ينزف دمعي على الأندلس أم القدس ، أم العراق ، ودمنا بيدنا يراق.
ومر يوم ومرشهر ومر عمر وإذا بحالات الجمود تقود الأسود إلى السكوت ..... و.. في ليلة الأمل وصباح القلب فيه انخذل  ... جئنا بأصدقاء  اليهود وأنزلناهم ديارنا وشدوا القيود ....وعاثوا فسادا وخرابا وكمموا الأفواه وأسكتو الجنود................آه يا صبيتي لو تعلمون كيف بزغ  ذاك الفجر خجلان حيران دون ضوء دون نور  وقد  علت الظلمة كل شئ،  خلت الشوارع وتزاحم الناس على المؤون وجلست حول جدكم  في عينيه نظرة انكسار وحزن قال يا ابنتي اليوم يوم خزي ودمار....أدخلناهم بأيدينا عقر الدار..فلا تلومي إن رأيت القلب بالدم يبكي مدرار، لا تلومي يا ابنتي جرح أبيك اليوم rقتال، لا تخجلي من دمعي  فهذا  يوم عار،  أصبحوا ثلاث. أصبحوا ثلاث يا ابنتي  بالانتظار..وصمت،وصمت جدكم ، وكغيرنا خزنا المؤون ورششنا ملح فوق الحزن ، وقلنا يوم تنتفض فيه الأمة ويؤد الشجن.
  ابكيا يا صغيراي ابكيا فلدينا الكثير مما عليه جاز العزاء والبكاء............ومرت أعوام وبقي الظلام في ديار المسلمين يسقون قلوب الطفولة الآلأم .......وتعلمو وتدربو وتمرسو  بدماء وأرواح  وثكلى الرافدين علت صيحات ،ودوت آهات ، ولم تلبى النداءات .
الطريق طويل طويل  فابكياها كما بكينا الأندلس واجزعا لجزعها كجزع العراق، فمازال دم المسلمين يراق....ولكن ليس والله بالفراق .
ومرت سنون  وولدتما  وحبها أرضعتكما ، ما زلت أذكر ، مازلت والدمع حيران يعبر والروح تأمل و تنظر كنت أعللكما بطول الأمل ، وأعزيكما بنخوة جرح ما اندمل ، وأبرر لكما بمروءة الأمم ،واخلاق عروبتنا والشيم ،كنت أحكي لكما  عن أشجار الليمون وأمسح عن قلبي الهم و الشجون ، وأقول لكم تشبه الجنة ، فتمنو منها كما تتمنون ستعودودن إلى الجنة ستعودون ،كما في  في جنة الله  ستخلدون، وبدأتم تكبرون وبيقيني تشككون ، وتقولون يا أمي كفى هل كنت تكذبين ؟ يا امي هل كنت تحلمين ؟  وبالقصص تتلهين ؟ وبعقولنا يا أمي كنت تلعبين وتقولين عائدين ...،وتتابعون ..يا أمي ...أما زلت تثرثرين  عن عمر وصلاح الدين و إن رأيت دموعنا قلت لما تبكون ؟  العرب قادمون ، بلادكم سيحررون يا صبية لالا  لا تبكون   .... وتنهرينا يا أمي، أتذكرين؟؟؟؟؟؟
ماذا يا صبيتي تريدون مني أن أقول ؟؟؟؟
 ، أأقول نسوها ....لا لم يفعلو .ولن يفعلو ..وكيف لهم وقد شربوها مع حليب أمهاتهم ، وحفظوها في قصائد مدارسهم ،............... ولكن أخفقو ، تلهو،خدعوا ، خانتهم فطنتهم ، ضحكو عليهم ، وبدلا من أوسط جديد يا صبيتي جاءونا بالربيع العربي سفكو دمهم واستباحو ترابهم ولكن وآسفي هذه المرة  بيد من جسدهم وبسكين اقتسموا فيه رغيف خبزهم ذات يوم مع إخوتهم فابكو فابكو  آن الأوان أن تبكياها ما شئتما .. ابكو الدم العربي ينزف بسكين عربي ، ابكو المصلين يقتلون وهم مأمومين ، ابكو هجرتنا من جوارهم ، ورحيلنا عن ديارهم فأنا ما خذلتكم  أنا فقط إلى بلاد بعيدة أخذتكم حفاظا عليكم بعد أن ضاقت بلاد الربيع بكم .
لكن لن نتوقف عن البكاء لن نكف عن الدعاء لن ننسى ، سنحلم بعودة الأقصى ، ستعود بغداد  ومصر الروح والفؤاد وسوريا  القلب والوداد. وفلسطين( آه يا فلسطين ولو أنك تعلمين .......ماذا يصرخ في القلب جرحك الدفين ، نعلم أنك مازلت تنتظرين وتئنين وهم عنك ليسو يا أمي بلاهين صدقيني  إنهم عائدين فاحلمي ما شاء لك أن تحلمين).
...ابكو ما شئتم يا صبيتي  ارسمو بالدمع خريطتكم ، واغسلو أرضها بدمكم إن أحببتم لن أنهركم ، لن أمنعكم ولكن، إن كان  إلى فلسطين، هناك   كونوا  شهداء ومجاهدين ، لاتكونوا مخدوعين وترفعوا في وجه إخوتكم السكين ...............
  ابكو هجرتنا ولجؤنا ورحيلنا  سيستبدلون وثائقنا ويرتبو لنا مسكننا ويحسنو استضافتنا  وببعض الرفاهية  ستصغر مأساتنا فلا تكفو عن البكاء لا تكفو ، ابكو وإن مت أنا  إياكم أن تنسو فكل مرة تبكون فيها يرسم دمعكم خريطة  وطنكم  وإن كان الثمن نور مآقيكم  ، علمو اولادكم أن يرسومها بالألوان المائية، ولكن لتمزجو ألوانها  بدمعهم كي لا ينسو ،ولتستبدلو الأحمر بالدم كي لا يسهو ، فإن تهاونتم أو فترتم أنظروا ماذا رسم دمعكم   ودمكم  ، على الأرض أمامكم  رسمها، رسمها كما القلب حفظها  .

هناك تعليقان (2):

heba atteya youssef يقول...

ابكو وإن مت أنا إياكم أن تنسو فكل مرة تبكون فيها يرسم دمعكم خريطة وطنكم

تعرفي التدوينة دي اكتر من رائعه .. بجد ماشاء الله

انتي مبدعه

دمت مبدعه .. تحياتي

أميرة مالك يقول...

أشكرك هبة أخجلتني و إن كان هذا يحملني مسؤؤلية كبيرة دمت بود