2013/07/06

ما أشبه اليوم بالأمس

                           
                                                                       ما أشبه اليوم بالأمس
  

كيف تجرأت ، كيف طاوعك قلبك لاختيار هذه الصورة ؟ ماذا شدك لها؟! ماذا وجدت فيها؟؟ أرأيت عذابات الطفولة؟ أم  بصيص أمل بين الركام ؟ ربما ليس فيها هذا ولا ذاك .
آه لو تعلمين نمنا البارحة على نشرات الأخبار ، وفتحنا أعيننا عليها كذلك ، وفيها ما لا يسر قلب  ولا روح ولا دار ، أصاب البلاد خراب ودمار ، فهيهات ما حدث وما صار ، فخبريني كيف اتخذت بهذه الصورة قرار، أتراك نبشت رفات القلوب والنفوس، وبحثت عما أخفته ووارته الرؤوس ، وما تناساه البعض برشفات الكؤوس ،فهذا الصغير  على لائحة الانتظار ،وبشأنه لم يتخذ أي قرار ، وبشأنه لم يحرك ساكنا ولا طلقة نار ولم تعرض صورته في نشرات الأخبار ، صانع الصور وضع له تلفاز ،هل يغيب  به العقل والروح ، والإحساس ، ووكالات الغوث لست أدري بماذا ألهت  الناس، وغيبت النفوس والأرواح والحواس ، وما أدراك من دفع ومن قبض الثمن بالأساس ((هكذا كنت أسمع ))، وفي مرة غلبني النعاس فرأيت أننا نعد العدة تلبية لنداء النفير والنفير هو الجهاد ،واستيقظت من منامي فزعة خائفة ،ويح قلبي أي نفير بين المسلمين في بلاد المسلمين ،لسفك دم طفل ينام بحضن أمه هادئ العين قرير ،أو خطف شاب مازالت عروسه لم تهنأ بلبس مااشترت من الحرير ، أو فجع قلب أم بولدها الصغير ، فخبريني إلى أين النفير، وقد غسلت الدولارات عقل المفكر و الخبير،  فهل يكون النفير على أطفال المسلمين ، ويصبح القتلى شهداء ومجاهدين
، .....تريثي واهدئي ...خمس وستون عام على سفك دمك يا فلسطين ،...خمس وستون عام على استباحة أرضك يا فلسطين، ...خمس وستون عام على اغتصاب طفولتك يا فلسطين، ...خمس وستون عام على تهميش قضيتك يا فلسطين  وما دعا أحد إلى النفير ولو في حلم ليلة صيف ، فخبريني ماذا عساي أفعل وأنا أنتظر يوم النفير منذ خمس وستون عام ولكن إلى فلسطين وليس إلى بلاد المسلمين، لإراقة دم هذا الصغير ، ماذا تريديني أن أقول أتراك كنت محللا نفسيا  لتخرجي كل هذا الصخب والغضب والهدير ،.......هذه ليست النهاية عزيزتي إنما هي البداية فهذه  الصورة ليست كما ذكرت وليس كما تعتقدين.....
كان طفل زهقان وملان فتح التلفاز وجد حكايات عالمية (حكايات الشعوب تعرض للأطفال) تقول الحكاية :
كان يامكان في سالف العصر والأوان ناس ، عاديين في بيوتهم مبسوطين ومرتاحين القلب والراس ... أخذوا أرضهم وسكنوهم بيوت صفيح ملأوها أواني نحاس وكروت إعاشة فول وحمص وبابور كاز،  وعاشوا غصة ودمعة وكتموا الآه والإحساس، كافحوا واجتهدوا مرفوعين الراس ، ومرت سنين وسنين وكبر معها ابن السنتين ،وتخرج دكتور ومهندس وشاعر وعالم ومؤسس والغرفة صارت عرفتين والدور دورين ومثل كل عقدة في أي فلم ظهرت المشكلة و احتاج المخرج لكبش فداء ووافق المنتج على دفع الفاتورة ،وغير المؤلف السيناريو ، تعاونوا عليهم  ، تكالبوا عليهم  وقدموهم قربانا ......في عام 2007 وبجرة قلم أعلنوهم غنائم حرب ،هكذا بالمختصر غنائم حرب في ديار العرب،  غنائم حرب أن تكون خزانة ثيابك في بيته وغازك  قطعه زيادة في حديقته ، أن تركب سيارة فتجد إحداهن ترتدي عباءتها التي فصلتها لها ابنتها وأرسلتها لها من بلاد الخليج ، غنائم حرب أن يمزقوا جوازات السفر ويمزقوا صور الراحلين  ويعلقونها على الجدارن ، أن يهدموا ما بناه كل منهم في خمس وستون عام ، ما رفع حجارته الأبناء والبنات وحملت رماله الأمهات في سلال على الرأس، غنائم حرب ، دمنا غنائم حرب ، حرمة ديارنا غنائم حرب ، ..............وماذا تريدين بعد، صورة الصغير  هل هو طفل عاد إلى بيته مع أمه فلم يجد إلا التلفاز ، لا عزيزتي ، فهم ساوو لهم بيوتهم بالتراب ، وطوقوا المكان واعتبروها منطقة محظورة عسكريا ولم يسمحوا لأحد بالدخول إليها إلا بعد  سنة  بعد أن نفذت الوصية ونهبت المزهرية وكانت غنائم حرب ، ليتك رأيت صورة ابن السنتين الذي خرج من فلسطين وقد بلغ أعتاب  السبعين ، وجاءت سيارة الهلال الأحمر لإخراجه من المخيم قبل تمشيطه بالجرافات ،رافضا وهو يتمتم أخرجني أبي من فلسطين وأنا صغير ، هذا بيتي ،هذا بيتي ، لن أخرج ذليل، رحماك ربي ،رحماك ،ماذا ينتظرك يا من قررت وأفتيت ودفعت ،ونفذت . حايلوه وأخرجوه وصمت ، صمت إلى الأبد ،لم يعد لديه ما يقوله سوى ماأشبه 1948 ب2007 ، شباب هذا الرجل أصبح غنائم حرب فلقد  اشترى في شبابه تلفاز لأبناءه ،لست أدري إن كان هو الذي في صورتكم، أم أنه  حفيد هذا المسن  يشاهد ما جرى لجده متسائلا إن كان سيلاقي   نفس المصير  !!! وإلى متى وإلى أين ؟؟  ومتى سيعلنون النفير  ؟؟؟وهل أبناء دولنا العربية الأخرى ينتظرهم نفس المصير  لست أدري . ربما قصة من قصص الشعوب العالمية والمنسية .