2013/07/05

الآمال الكبيرة

                                              

الآمال الكبيرة
الامال الكبيرة والأمنيات العظيمة قد تختلف من شخص لاخر ومن زمن لآخر ،لكن الآمال الموحدة عبر الأشخاص والأزمان التي تتنفس فرحا وتشتعل محبة وتتألم فراقا ، لا تتغير ولا تتبدل .
الآمال الكبيرة لتشارلز ديكنز رواية كتبت عام 1860 وقراتها قبيل 20 سنة
أكثر ما تأثرت به عندها وصف المناظر الطبيعية الخلابة وقد قراتها مترجمة باللغة العربية التي أبدعت وتفننت في الوصف حتى أخذتني كأنني أصبحت عندها جزء يتنفس من تلك الطبيعة والان بعد كل هذه الأعوام كان جديرا بها أن تقبع في ركن أبعد ما يمكن من تجاعيد الذاكرة ولكن ما إن وقعت عيني على الساعة حتى تذكرتها كاني قراتها قبل عشرين دقيقة لا سنة روحي استدعتها في التو ولكن لم يعيدني اليها وصف الطبيعة كالسابق وإنما أمر آخر .

ما أذكره عندما قرأتها في الماضي أنني تعجبت من هذه المرأة كيف لتخلف أحدهم أن يقف الزمن هل يمكن أن يكون لأحد سلطة عليك أن يوقف ساعتك النفسية فلا يترك منك سوى جسد يتحرك ويهرم .
كيف لأحد أن يصنع كل هذا الحزن تحت أي مسمى وباي حق نتركه يعبث في تقرير مصير حياتنا أوليس هذا ضرب من الغباء والجنون والاستسلام غير المبرر.
كيف لأثر أحدهم أن يدمر كائن بهذه القسوة عابثا بالألوان فيصبح الأبيض أصفر والزمن يتوقف والحلي التي تزين تفقد زينتها وتكف عن عملها معلنة صمتا أبديا متخلية عن كل ما فيها .
أرادت هذه المرأة أن تنتقم فاحضرت صبيا يلهو ويقرأ امامها ويلعب ويحب ثم تسحق قلبه ألما ...................
ربما الآن أصبحت أدرك تماما كيف لكل الساعات أن تتوقف
ليس هذا تماما ما أعاد في الذاكرة الى تلك القصة وإنما كيف يتوحد الحزن ويتماثل الحدث وتتشابه المجريات بقوة تستعيد بها الذاكرة ما اطلعت عليه قبيل 20 عام
أتبقى الأشياء فينا حية مهما كبرنا وهرمنا أم أن بعض الأشياء تبقى كما هي كأنها الأن تحدث فإن وجدت فرصتها تعلن عن نفسها ، ماذا تحمل عقولنا وقلوبنا من خفايا أودعناها هناك في طي أرواحنا حتى ما أتت الحظة خرجت كأنها قدر .... أو مارد يعلن غضبه لكتمانها .

ماكتب عام 1860 أراه امامي ،أو ربما النفوس تعيد ما قرأته وتأثرت به فلتحذري يا أسماءنا مما تكتبين به صفحات حياتك .كل شئ  في مخيلاتنا وقلوبنا أما ماعدا ذلك فهي صور مقلدة حولنا لم يعد لها معنى ، ولا إيحاء .
إيحاءها من نبض قلوبنا ولون أرواحنا وظل أفكارنا يعبره الضوء قيرتجف من البرد .
غريب ذلك المشهد في تلك القصة وغريبة تلك المفردات حولي . المتشابهات كثيرة والاختلافات كذلك كثيرة ويبقى الشاهد الأكبر بينها أن المساحة الفاصلة والممتدة بين ساعة معصمها ونبض قلبها ملأته بوحي الانتقام والمساحة بين معصمي ونبض قلبي لم يعد قادرا على الامتلاء باي شئ مساحة كبيرة من الفراغ الثري والغني مملؤة بالقدرة على العطاء ، ليصنع قلوب سعيدة محبة تتقي ضربات الزمن.
ويحهم كيف قالوا أن فاقد الشئ لا يعطيه ، أحبتي القلة عذرا إن تهتم بين حروفي فأنتم ما قرأتم فشعرتم فليس الإنسان إلا ما يحس ويشعر .
يقول تشارلز ديكنز في روايته :
لكنني قرعت الباب ,  دخلت ووجدت نفسي في غرفة فسيحة تفيض بأنوار الشموع . لم يكن فيها أثر لضوء النهار . كانت هناك طاولة أنيقة للتجميل , وفي كرسي وثير تجلس أغرب امرأة رأيتها أو يمكن أن أراها في حياتي , وقد أراحت بكوعها وأناخت برأسها على تلك اليد .
كانت ترتدي ثياباً فاخرة كلها بيضاء , وكان حذاءها أبيض اللون , ويتدلى على شعرها غطاء طويل أبيض , وقد غرست في شعرها أزهاراً عرائسية , لكن شعرها كان أبيضاً . كانت بعض الجواهر المتلألئة تلمع حول عنقها ويديها , فيما كانت بعض الجواهر الأخرى تتلألأ على الطاولة . لم تكن قد انتهت من اللبس بعد , إذ لم تكن في قدمها سوى فردة حذاء واحد ـ فالأخرى كانت على الطاولة قرب يدها ـ ولم ترتد سلسلتها وساعتها بعد .
كل شيء حولي , مما يفترض أن يكون أبيض اللون , كان أبيضاً منذ زمن بعيد . وقد فقد بهجته , فبُهت واصفر لونه . العروس في ثوب العرس كانت ذابلة كثوبها , ولم يبق فيها بريق سوى بريق عينيها الغائرتين . كانت كتمثال شمع أو هيكل عظمي شاحب . نظرت إلي , وكنت سأصرخ لو استطعت ذلك .
ندمل وقفت أمامها متجنباً نظراتها , لاحظت الأشياء المجاورة بالتفصيل , فوجدت أن ساعتها متوقفة عند التاسعة إلا ثلثاً . وأن ساعة الحائط كذلك متوقفة عند التاسعة إلا ثلثاً .
قالت الآنسة هافيشام : " انظر إلي , هل تخاف من امرأة لم تر الشمس منذ ولادتها ؟ "
أجيتها : " كلا . "

 كانت كذبة .
" هل تعرف ما ألمس هنا ؟ "
" أجل , سيدتي . "
" ماذا ألمس ؟ "
" قلبك . "
" محطم . "
تتمتمت قائلة : " جديد للغاية بالنسبة له , وقديم للغاية بالنسبة لي . غريب جداً بالنسبة له , ومألوف جداً بالنسبة لي . وحزين للغاية بالنسبة لكلينا !

دمتم لي بود ... والى لقاء آخر أستمد به قدرتي على البوح .   ميرة ملك

ليست هناك تعليقات: