بدايات الشهر الفضيل
عندما أقارن بين رمضان لهذا العام والعام
الفائت أجده مختلف جدا، اليوم الأول كان
أول أيام إجازتي السنوية وهذا أدعى للفرح والسرور ، وسبب ما شعرت به من فرح وسعادة، وقد ترقبت رمضان
ترقبا ،إلا أنه بالرغم من عدم اختلاف الظروف عن الأعوام الماضية ، أجده مختلفا
،وقد وضعت لنفسي قاعدة النهار للقرآن ، لايقل عن جزء والليل للصلاة المتعارف عليه
برمضان ، من تراويح وقيام ،ومع هذا أجد في نفسي دائرة مخيفة من فراغ ...فراغ داخلي
لم يملأ بعد ..ربما يحتاج إلى أكثر من جزء وأكثر من جهد ،فراغ يزيد من ضيقه ، وجع
الرأس الذي يغادرني عادة بعد أول يوم ،إلى أنه بدأ معي بعد أول إفطار ولم يغادرحتى
اللحظة لا بمسكنات ولا مهدئات، مختصة أفتت
أن الجسم يتخلص من فناجين القهوة التي استهلكها طوال العام،وبالرغم من عدم قناعتي
إلا أنني لم أجد تفسير آخر ، ربما الحبل الذي يربط بيني وبين السماء مازال واهيا
ضعيفا من أن ينتشلني مما أنا فيه ، ربما هي الملفات التي يحاول رمضان أن يخلصني
منها أصبحت من القوة والافتراس انها تقاوم ممسكة بحنايا ذاكرتي ، والجدران
الداخلية لشرايني باعتبار أنها فيروسات
ضارة مؤذية لحياتي ، وإن بدا العكس.
ربما هي لحظات لقائي عند الافطار بمن أدعو
لهم ، تزيد من فراغي وغربتي عما حولي ....ومما يزيد قلقي أن الجزء من القرآن ربما لا يكفي واليسير من القيام لا يفي ، وربما
الأكثر منه يناديني ... فيشفيني، مما يشعرني بالتقصير،وتأنيب الضمير.
بدأت أبحث عن حلول ...ربما هو الفراغ بعد عام طويل من الدوام........خيرت نفسي بين
استضافة الغير، أو استضافتي لدى الغير.
بدأت بالأول وجددت نيتي بما يتفق مع الشهر ، وبدات بإعداد ما يليق بالشهر وبالضيف ، وبالرغم من أن المطلوب مني لا يتجاوز إعداد
مائدة الإفطار إلا أنني استهلكت كل يومي في الإعداد والتجهيز والتزيين بدء من كوب
الماء المنكه بماء الورد قبل الافطار وبشرائح الليمون بعده، انتهاء
بسجادة صلاة الفجر المعطرة وغادروا شاكرين ممتنين قضاء ليلة من أجمل ليالي
رمضان..وبعد ساعات نوم قليلات وجدت عيناي تفتحان شاخصات إلى سقف الغرفة متسائلتان
كم مضى من الوقت عليهما مفتوحتان ، وبدأ الحوار الداخلي كأنني أعتزلت الدنيا من ألف عام وباءت
المحاولة الأولى من استضافة الغير بالفشل آملة ألا أكون فشلت في كسب أجرها عند الله.
المحاولة الثانية للخروج مما أنا فيه من غربة
ووحدة وفراغ، فيها من المجازفة الكثير، إذ أنني سأفتقدكم كزهر دون عبق دون عبير
ونتابع
.................مع روحانيات الشهر الفضيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق