تابع : روحانيات رمضان...المحاولة الثانية
وكما أخبرتكم في مدونة البارحة لم يبق أمامي
سوى الحل الثاني والمشكلة كانت من باب التوضيح لمن لم يقرأ المدونة السابقة هي
الفراغ الروحي الذي مازلت أشعر به بالرغم من عبادات رمضان والحوار الداخلي الذي لا
يهدأ ولا يكن ومن هنا كان القرار الثاني
بعد فشل الطريقة الأولى والتي أخبرتكم بها البارحة
ربما
إن ذهبت لقضاء أسبوع في تلك المدينة البعيدة الغافية على شاطئ بحر ، تلاشى وجع
رأسي وخفت الصوت في نفسي
وما يميز المكان انفصاله عن العالم الخارجي ،وعدم وجود وسائل تكنولوجيا من
تلفاز ونت وإن كان في هذا بعد عنكم
اشترطت
على مضيفي وأخي عدم حفاوة الاستضافة فليس لي في المكان إلا البعد عن بهرج الدنيا
والنفوس والأسماء والأماكن....ولعدم حاجته للمكان أومأ برأسه علامة الرضا بما يعرفه عني من مزاج خاص ..وأنها
عزلة اختياريه وإن كانت غير مناسبة في
رمضان
إن كان وصار فلن أصحب معي إلا من أقوم على
أمرهم ولا بديل لي عن رعايتهم
لا أحد سواي أنا والموج وبعض الصخر وغيوم من
القطن وسجادات من رمل ، ربما عندها يهدأ ذلك الصوت الداخلي ، فيخرج ممتزجا بالماء
والملح وتهدأ نفسي ،ويغفو قلبي،ويسكن صوت القلم في عقلي، وقلبي وذاكرتي ، ربما إن غسل ماؤه قدماي ...اشتدت شرايني وتخلصت من فناجين القهوة وكافيين إدماني
، نعم أدمنت القهوة سما حتى باتت تمزق خلايا جسدي خلية خلية ،........ وما أسهله
من إدمان ،ببعض البعد والتصميم ينتهي أمره
وإن آلم وأوجع إلاأنه سرعان ما يتلاشى ...فما بالكم بأنواع الإدمان الأخرى التي
كلما تناسيتها اشتدت وفتكت وكلما قاومتها تمسكت وتشبتت،وما اشد ألم ونكبة المرأة
عندما تستأصل جزء من جسدها للتخلص من مرض ما مجبرة لا مسيرة ولا مخيرة ، فهل يأتي
يوم نسمع فيه عن عمليات استئصال القلوب. إن لم تجدوني في يوم من الأيام اكون
غادرتكم ولي عودة إليكم .
رمضان انتظرته طويلا لكنه جاء مختلفا عن
سابقيه.. ربما ...ليس هو من تغير، انا من تغيرت ،وتغيرت كثيرا حتى ما عدت أعرف
نفسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق