بوح زجاجة عطر فارغة
ولدت ميرة في المنفى ... كلكم يعلم ماذا تعني هذه الكلمة، لا يحتاج الأمر إلى قاموس للتفسير
فكل لنا منفاه الخاص سواء كان إجباريا أو اختياري ، ببساطة للمنفى صور وصور..
لمكان ليس هو بحضن حقيقي فباختصار ليس هو وطنها، وإن كانت لسنوات طويلة وهي تلبسه رداء
محبة وولاء وعرفان، حتى جاء يومان للخذلان ، يوم سكب فيه الدم على الأرض ،.يوم
أعلن فيه أنهم غنائم حرب ، ويوم ماعاد يقلها إليه درب ولا حلم ولا غيب ولا غيث.
المنفى صور وصور وأبجديات وعبر بكسر العين لاالراء،
وكسر القلب ما له دواء وهل يضير الشاة ذبحها بعد الشواء ..........منفى ، فناء وفن،
ومن ، وفم، وأم وألم، وأنا، وأف ......هذا أبجديا أما معنويا فلن أثقل
عليكم فكل منا له منفاه الخاص.
وبالمجمل من منفى إلى منفى زهدت ميرة الأرض واعتمرت السماء ، وسكنها نبض الأسماء كانت نجمة وكانت زهرة وكانت ميرة
تملكتها حيرة...... ومن معاني المير في القاموس
المؤنة، فماذا عسى لملك أن تكون مؤنته ، مؤنة كل شئ من جنسه، فهل
الميرة نور أم نار، سديم قمر، أم أهات أعمار، نجوم سماء، أو وهم حروف وأسماء ،
براعم أحلام أم شجن الآم ، روح لا تنام ،أم أرق وأوهام . كان لها عقل حكيمة ولكن
ما نفعت نفسها بحكمتها فشربت مر تجربتها ،ولها جمال أميرة، ولكنها تشبه
الأميرة.التي أسكنوها قصور خلف سبع بحور في أغنية فيروز وتشبه السيدة بنتغام .في
الأحلام الكبيرة لتشارلز ديكنز السيدة التي وقف بها الزمن عند الساعة التاسعة وما
بينهما كانت الموناليزا التي رسمها ليوناردوا دافنشي ..رسم نبض الوجه الصامت ..فأصبح حيا . وما عرف سر
الموناليزا ولا سر الحيرة ، ميرة زجاجة عطر ، كل ليلة ترسل بوحها نحو السماء، بأدعية
وامنيات، فرغت الزجاجة ولم تفرغ روح الملك ، ومازالت تصلي ...تدعو.. تتمنى تتمتم :
أهدي دعائي لمن أهداني إياه، وأنثر عطري حول أيام جعلني فيها سره ونجواه.
وفي
الصباح ينام في قلبها عبرة وآه. وفي روحها جرح الزمن بالملح داواه ، وتبدأ ميرة
نهارها بما عقلها كتمه وأنهاه وقلبها وأده وواراه . دمتم بود
(ميرة ملك) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق