انكسارات المرايا

                                                          

 

 

 

 

                   انكسارات المرايا

 سنوات طوال جاوزت عدد أصابع اليد ، وعدد نبضات تعد،   والسماء تمطر ، فلا يصل ماؤها الأرض ، تتناثر هناك في فضاءات المحال ، تتبخر ، تسلب ، تتجمد ،

 

أين لا أعرف ؟  لا اعرف أين تذهب .

 

سنوات والروح تمطر هدايا العمر ، من مساءات الضجر ، تتلهى بنور القمر ، أو أشكال الغيم وأوهام النجوم وصوت أمواج حبستها شطآن البحر ،ولجين الروح يتناثر هدايا لمن حولها ، عطاء ونصيب وقدر ، والقلب وحيدا ما بين حبيبات المزن ودروب الشجن ، رحيل وانتظار وحقائب وهم وسفر .

 

مطر، مطر ، مطر ، والروح تمطر هدايا من كبد القمر ،، والقلب يتفانى شظايا لسعادة البشر ، والعينان حقلان خضراوان .. بانتظار القدر ،لم  تريا سوى قطر الجفن يروي دروبا جفت ،  هواها اندثر، و خريفا عصفت به الأيام فصمت الزهر، وقلائد قصيد بعثرحرفها بين روح  الضاد والنون لآلئ هوى في ليالي السمر .

 

عشرون عاما من الانتظار ، تغمض العينان عن حبات  تدحرجت فوق نوافذ  العمر ،مرايا تحمل صور ما اندثر .

لم يكن مطر ، لم يكن سوى نزف روح وأنين استتر، إن تأوه نزف دون دمع ، دون صوت، دون أثر ، وإن اشتد نزل هتان ، مدرارا، دون صوت ، دون ، خبر ، وإن انفرد انهمر مدرارا ، وزأر أواها وصرخت الروح ، رباه ، رباه أين المفر.

انكسارات الروح ...ما عادت تعشق صورها  في حبات المطر ، ....، بانتظار غيث يلملم  ما بعثر ، ما انكسر . ، فتسكن الروح ويهدأ النبض ويجلو البصر ، ويرضى القلب ، ويتلألأ مبسم الزهر.

 

وهل في العمر بقية لحلم مسافر ، مر وعبر؟

 

حبات المطر ، حبست ،هتنت ، زلزلت فما رأيت في صورها ...غير عمر ضاع وانهدر ، رباه، رباه،  رباه، أمسك برحمتك على قلبي إن ضل وتاه وانكسر .